أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث توافقا على أهمية تكثيف الجهود لتسوية الأزمة في ليبيا ووقف التدخلات الخارجية بها.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، أن الاتصال تناول استعراض تطورات الأوضاع الراهنة في ليبيا، حيث أكد الرئيس السيسي أن مصر مستمرة في جهودها ومساعيها لتقريب وجهات النظر بين الأشقاء الليبيين حتى يتسنى لليبيا عبور المرحلة الانتقالية الحالية وتفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي الشقيق في اختيار قياداته وممثليه.
وأضاف راضي أنه تم التوافق بين الجانبين خلال الاتصال على أهمية تكثيف الجهود المشتركة والتنسيق المتبادل بين مصر وروسيا لتسوية الأزمة الليبية، وتحقيق الطموحات المنشودة للشعب الليبي في مستقبل أفضل، وكذلك مكافحة وتقويض المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، ووضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي.
كما أكد الرئيس السيسي تطلع مصر لتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة، امتدادا للمشروعات الهامة التي يتعاون البلدان في تنفيذها بمصر، وفي مقدمتها محطة الضبعة للطاقة النووية، والمنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس، وهي المشروعات التي من شأنها أن ترسخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الجانبين وتعمق روابط الصداقة والتعاون الثنائي لصالح الشعبين المصري والروسي.
من جانبه، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الأهمية التي توليها بلاده لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر في الفترة القادمة، وفي إطار اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين.
تطابق مصري روسي في الرؤية
وفي هذا الصدد قال الدكتور طارق فهمي المتخصص في العلاقات الدولية، إن الاتصال المصري الروسي جاء في توقيت هام في ظل العلاقات المصرية الروسية القوية والتي تمضي على الطريق الصحيح.
وأضاف فهمي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن اتصال الرئيسين أمس جاء بخصوص الملف الليبي، وهناك توافق وتطابق كبير في المواقف المصرية الروسية حول ضرورة خروج المرتزقة من ليبيا، مشيرا إلي أن التنسيق المصري الروسي حول ليبيا ينعكس في عدة سيناريوهات.
السيناريوهات المتوقعة في ليبيا
وتابع: "السيناريو الأول هو الضغط على المفوضية الأوروبية لإجراء الانتخابات في فترة وجيزة ربما تكون من 30 لـ 60 يوما".
وأكمل: "سيناريو الثاني هو تمسك الموقف المصري والروسي بـ مطالبة تركيا بإخراج عناصرها المرتزقة من ليبيا، الأمر الذي يؤكد على التصميم الدولي لإجراء الانتخابات في موعدها والخروج من حالة الأزمة الراهنة".
وأشار فهمي إلى أن الأزمة الليبية ستحتاج لبعض الوقت وسياسات جديدة، لكن التطابق المصري الروسي يخدم المسار الانتقالي في ليبيا ويقف أمام التحركات الإقليمية الداعية لهز الاستقرار في ليبيا.
أهداف تنسيق البلدين في روسيا
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن العلاقات المصرية الروسية علاقات جيدة ومتطابقة في كثير من الملفات وليست في الملف الليبي فقط، وأيضا على المستوى التعاون الثنائي، الأمر الذي يخدم أي مقترح مصري روسي في الملف الليبي.
وتابع: "هذا التنسيق بين الجانبين هدفه عودة المسار السياسي للعمل، وعدم إطالة المدة الانتقالية في ليبيا في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد".
السيناريو الثالث لحل الأزمة الليبية
ولفت فهمي إلى أن السيناريو الثالث الذي يعتبر الأهم، هو المرتبط بما يمكن أن يطرحه الجانب الروسي المصري من حلول، كما أن هناك ضغوطات على الأطراف الإقليمية العابثة بأمن ليبيا للتحرك لصالح القضية الليبية.
وأضاف أن التحرك المصري الروسي ينقل رسائل مباشرة للأطراف الدولية الأخري، وسيصبح له دور هام في الفترة المقبلة على الساحة الليبية.
واختتم: "هذا التنسيق بين الجانبين تم في توقيت هام لتأكيد الحضور المصري الكبير في الملف الليبي باعتباره شأنا مرتبطا بالأمن القومي المصري".
تأجيل الانتخابات الرئاسية الليبية
وجرى قبل يومين تأجيل الانتخابات الرئاسية الليبية بعد فشل المفوضية العليا للانتخابات الليبية من الالتزام بالموعد المقرر لإجراء الماراثون الانتخابي، الذي كان يوافق يوم 24 ديسمبر الجاري.
وفشلت المفوضية العليا للانتخابات في إعلان الكشوف النهائية للمرشحين وقررت تأجيل الانتخابات للشهر المقبل رغم كافة المساع الدولية لعقد الانتخابات في موعدها والتي ذهبت سدى بسبب التدخلات الخارجية.
وتسعى بعض القوى الإقليمية مستعينة بالمليشيات والمرتزقة من السيطرة على الأوضاع في ليبيا وإفشال المسار السياسي وإجراء الانتخابات الرئاسية الليبية وهذا ما ترفضه كل القوى الدولية التي عقدت في سبيل ذلك عشرات المؤتمرات واللقاءات من أجل إنقاذ ليبيا من كبوتها.