من داخل حي السيدة زينب، أحد أقدم أحياء القاهرة الشعبية، وتحديداً بمنطقة سبيل أم عباس، تقطن الحاجة كريمة أقدم بائعة صحف في القاهرة، تواصل رحلة كفاحها رغم بلوغها الـ 90 عاماً بأقدام ثابتة وابتسامة تتحدى بها الصعاب.

كريمة إسماعيل، تعيش حياة صعبة بداخل إحدى غرف عقار قديم متهالك، لا تمتلك أي خدمات توفر لها العيشة الكريمة في عمرها المتقدم، ويرافقها ابنها في السكن، والذي تعرض لحادث تسبب له بمشاكل في رجليه تعيقه عن العمل، وبقيت مسئولية العيش كله على المرأة العجوز ذات التسعين عاماً.

تجول الحاجة كريمة شوارع وحارات السيدة زينب كل صباح، لتبيع الصحف الورقية، بظهر منحني وعلامات الكبر على ملامحها، يعرفها أهالي الحي كبيرهم وصغيرهم، يهونوا عليها بقدر المستطاع، وتبقى نموذج للمرأة القوية المكافحة حتى رغم تقدمها بالعمر.

وأشارت الحاجة كريمة أنها تستيقظ كل صباح في تمام السادسة، لتشتري الجرائد وتجول لأصحاب المحلات وأهالي المنطقة لبيعهم، ومن ثم تجلس على رصيف مسجد "أحمد بن طولون" بالصحف المتبقية حتى ظهر اليوم، وتنصرف إلي بيتها بعد ذلك لتكمل يومها داخل حجرتها المتهالكة.

وروت لنا الحاجة كريمة رحلة كفاحها وتحملها الظروف الصعبة، فلجأت للعمل بهذه المهنة بعد وفاة أحد ابنائها منذ حوالي عشرين عاماً، وسبقه زوجها، وتعول ابنتها وابنها من بيع الصحف والذي لا يوفر لها باليوم سوى جنيهات معدودة.

ويعد أكبر أحلامها توفير متطلبات أساسية للعيشة الكريمة، وقالت: "نفسي حد يساعدني ويجبلي بوتجاز، وربنا يرزقني بمصدر رزق ثابت يريحني من الشقى واللف كل يوم".