حكم الخروج من البيت على جنابة ، ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كذلك أن تحت كل شعرة جنابة؛ روى أبو داود في "سننه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةً، فَاغْسِلُوا الشَّعْرَ وَأَنْقُوا الْبَشَرَ».
وإذا ما حصلت الجنابة فينبغي المسارعة إلى الطهارة منها ما استطاع الجنب إلى ذلك سبيلًا، ويجوز له الخروج لقضاء حوائجه والتصرف في بعض شئونه، وقد ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يدل على أن الجنب ليس بنجس؛ فقد روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَنَا جُنُبٌ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ، فَانْسَلَلْتُ، فَأَتَيْتُ الرَّحْلَ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ وَهوَ قَاعِدٌ، فَقَالَ: «أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هِرٍّ؟» فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ، يَا أَبَا هِرٍّ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ».
حكم من لا يغتسل من الجنابة
ذكرت دار الإفتاء، أن غسل الجنابة يجب على التراخي لا على الفور، وإنما استحب بعض الفقهاء عدم تأخيره؛ لما يخشى من أثر تأخيره على النفس بكثرة الوساوس ونحوها؛ فلا يجب غسل الجنابة على الفور، إلا لإدراك وقت الصلاة؛ فلا يأثم الجنب بتأخيره الغسل في غير وقت الصلاة، وإنما يأثم بتأخيره للصلاة عن وقتها.
هل المشي جنب حرام
قالت دار الإفتاء المصرية إن الأصل أن يحافظ المسلم على طهارته في جميع أحواله؛ حتى يكون مستعداً لأداء الصلاة وقراءة القرآن في أي وقت، ومن السنة أن يعجل المسلم بغسل الجنابة، ولكن لو أخره فلا يأثم بشرط أن لا تفوته الصلاة، ويجوز المشي وهو على جنابة وإن كان الأفضل له الاغتسال مخافة أن تفوته الصلاة.
حكم الخروج من المنزل
قالت دار الإفتاء، إنه لو حصلت الجنابة بعد الصبح وكان قد صلي، فيجوز له الخروج وهو جنب بشرط أن يدرك الغسل بعد الرجوع قبل خروج وقت صلاة الظهر.
هل تلعن الملائكة الجنب
لم يرد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الملائكة تلعن الجنب في كل خطوة يخطوها، أو أنها تلعنه حتى يغتسل، ولا أن كل شعرة من الجنب تحتها شيطان، وإنما الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ملائكة الرحمة لا تقرب الجنب حتى يغتسل أو يتوضأ؛ روى أبو داود في "سننه" عن عمَّار بن ياسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمُ الْمَلَائِكَةُ: جِيفَةُ الْكَافِرِ، وَالْمُتَضَمِّخُ بِالْخَلُوقِ، وَالْجُنُبُ إِلَّا أَنْ يَتَوَضَّأَ».
ارتداء ملابس الجنابة بعد الإغتسال
ورد إلى الشيخ خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤال يقول فيه "أحدثت جنابة ثم اغتسلت فهل يجوز لي ارتداء الملابس التي كنت أرتديها مرة أخرى؟.
وأجاب أمين الفتوى في لقائه على فضائية "أزهري"، أن ما ينزل من الإنسان يحدث الجنابة هو شئ اعتباري فالله أرشدنا إلى الاغتسال فور نزول هذا الماء وطالما لم تمس الملابس شئ من الماء الذي ينزل من الإنسان فلا حرج في إعادة ارتدائها مرة أخرى.
وأشار إلى أن بعض الناس تقرن هذه الأمور بالنجاسة، منوها أن الإنسان ليس نجسا والإغتسال للجنابة أمر معنوى لتصح العبادة فالنبي ، يقول "المؤمن لا ينجس".
حكم الأكل على جنابة
أكدت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، أن من السُنة المبادرة إلى الاغتسال بعد الجماع، ويجوز أن ينام الإنسان أو يأكل أو يشرب وهو جنب.
وأوضحت «البحوث الإسلامية» في إجابتها عن سؤال: «ما حُكم النوم على جنابة حتى الصباح؟» أن من السُنة المبادرة إلى الاغتسال بعد الجماع، ويجوز أن ينام الإنسان أو يأكل أو يشرب وهو جنب، منوهًا بأن الأولى ألا ينام أو يأكل أو يباشر أي عمل إلا بعد أن يغسل فرجه ويتوضأ وضوءًا كوضوئه للصلاة.
واستشهدت بما روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها-: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه، وتوضأ للصلاة، متفق عليه، وكذلك بما جاء عن عمار بن ياسر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخص للجنب إذا أكل أو شرب أو نام أن يتوضأ، رواه أحمد، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
هل يجوز العمل وأنا جنب
وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أكد إنه لا يصح شرعًا شيءٌ مما انتشر بين العوام من أن الملائكة تلعن الجنب في كلِّ خطوةٍ، أو أنها تلعنه حتى يغتسل، أو أن كل شعرة فيه تحتها شيطان، ولا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومع ذلك ينبغي المسارعة إلى الطهارة من الجنابة ما استطاع المسلم إلى ذلك سبيلًا، وإلا فيستحب له أن يتوضأ إذا أراد تناول الطعام أو النوم أو الخروج لقضاء حوائجه والتصرف في بعض شئونه، ولا يكون الجنب آثمًا بتأخيره غسلَ الجنابة ما لم يؤدِّ ذلك إلى تأخير الصلاة عن وقتها، فيأثم لتأخيره الصلاة عن وقتها.
محظورات الجنابة
يحظر على المسلم الجنب، الصلاة فلا يجوز له شرعا أداء الصلاة إلا بعد الإغتسال، كما يحظر عليه مس المصحف أو قراءة القرآن، كما يحظر على المرأة الجنب دخول المسجد.