الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مهمة مصيرية لـ بوتين في أوكرانيا.. وهذه قدرة بايدن لردعه

مهمة مصيرية لـ بوتين
مهمة مصيرية لـ بوتين في أوكرانيا.. وهذه قدرة بايدن لردعه

رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية، أن ”قمة الرئيس جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الافتراضية منذ أسبوعين واستفزازات الكرملين المتزايدة، تؤكد أن واشنطن وموسكو اتخذتا نهجين مختلفين إلى حد ما تجاه العلاقات فيما بينهما منذ الربيع الماضي (أول لقاء بين الزعيمين في يونيو الماضي)“.

وأشارت المجلة إلى أنه ”بينما كان بوتين يحقق باستمرار في إدارة بايدن بحثا عن نقاط الضعف، كان البيت الأبيض يبحث عن طريقة لإيقاف العلاقة أو استقرارها من أجل تركيز الجهود على الخطر الأكبر المزعوم الذي تشكله الصين، لكن كانت النتيجة عدم تطابق لا يخدم المصالح الأمريكية، ويزيد من خطر ضربة كبرى لموسكو في أوكرانيا“.

وقالت ”ناشيونال إنترست“ في تقرير لها: ”كانت هناك قضيتان في قلب تحدي الكرملين؛ أوكرانيا والعمليات الإلكترونية.. استخدمت موسكو واحدة تلو الأخرى في السعي للحصول على ميزة من إدارة بايدن، التي تُركت تلعب دور الدفاع في بعض الأحيان بنجاح وفي البعض الآخر بفشل“.

وأضافت المجلة: ”تكمن موهبة بوتين الحقيقية في الاستفزازات التي تحمل وعودًا بالمكاسب، لكنها تترك إمكانية التراجع حتى لا يخسر شيئًا.. إن اهتمامه الأساس هو حل مشكلته الرئيسة في السياسة الخارجية؛ وهي أوكرانيا، حيث فشلت حربه المحدودة التي استمرت قرابة ثماني سنوات في دونباس لإقناع أوكرانيا بالتخلي عن سياستها الخارجية ذات الميول الغربية“.

وتابعت: ”بوتين يبحث عن طريقة جديدة لتحقيق هذه الغاية من خلال إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات أو خداع الولايات المتحدة أو ألمانيا أو فرنسا لتقديم تنازلات تقوض موقف كييف وقوتها“.

كما اعتبرت المجلة الأمريكية أن ”بوتين يختبر بايدن في أزمة أوكرانيا، لكنها أشارت إلى أن استجابة فريق بايدن لاستفزاز الكرملين كانت ممتازة، وأن واشنطن ردعت بالفعل تصعيدًا روسيًا محتملاً في أوكرانيا، وسحب بوتين بعض قواته من الحدود“.

وتابعت: ”كان هذا إنجازًا حقيقيًا، لكنه لم يكن خسارة لبوتين.. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الإدارة الأمريكية تتطلع لإيجاد تسوية مؤقتة مع موسكو للتركيز على التهديد المتزايد من الصين، حيث سعى فريق بايدن لإيقاف العلاقة مع موسكو أو إقامة علاقة مستقرة يمكن التنبؤ بها“.

وفي سياق متصل، قالت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية، إن ”بوتين يشعر بأنه يؤدي مهمة تاريخية لعكس اتجاه انجراف أوكرانيا نحو الغرب، رغم دوره في خلق شقاق بضم شبه جزيرة القرم، وإذكاء حرب في جنوب شرق أوكرانيا“.

وأشارت إلى أن ”وتيرته السريعة الحالية تثير تساؤلات حول سبب شعوره بأن لحظة التصرف هي الآن، كما لو أن الوقت ينفد“.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها: ”لكن في الوقت نفسه، يشعر بوتين بالقلق من التعاون العسكري المتزايد بين أوكرانيا والغرب، بما في ذلك المساعدة العسكرية ومبيعات الأسلحة المحتملة من المملكة المتحدة، والتدريبات العسكرية المشتركة مع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وشحنات صواريخ (غافلين) الأمريكية المضادة للدبابات، وشراء طائرات دون طيار تركية“.

وتابعت: ”يرى محللون أن خطة الكرملين المبكرة المتمثلة في انتظار انتهاء الأمر، أي أن يفقد الأوكرانيون صبرهم على حكومتهم الجديدة ويفقد الغرب اهتمامهم بأوكرانيا، لم تعد قابلة للتطبيق“، مشيرين أن ”الكرملين قرر أن الوضع الراهن لا يطاق ويجب تغييره“.

وبعد تصريح سابق لبوتين مفاده أنه لا يثق في الأمريكيين، أردفت ”الغارديان“ في تقريرها، بالقول: ”يترك ذلك لبوتين خيار القوة العسكرية، وهي حالة طارئة يبدو أنه مستعد لاستخدامها.. يبدو أن الرئيس الروسي منشغل بمسألة أوكرانيا“.

واختتمت الصحيفة تقريرها، بالقول: ”يشير المحللون إلى أن نجاح بوتين في تحقيق مبتغاه في أوكرانيا، سيكون العامل الحاسم في بقائه في منصبه بعد عام 2024، أي أن رغبته في استعادة أوكرانيا كـ(دولة شقيقة) تعد أحد العوامل التي تجبره على البقاء في المستقبل“.