تشكل الرمال السوداء مصدرا مهما للثروة المعدنية في مصر، حيث تعد أحد الكنوز الهامة والطبيعية والتي تسعى مصر لاستغلالها أفضل استغلال.
ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي انتبهت مصر لأهمية الرمال السوداء الاقتصادية، حيث تم إنشاء العديد من المشروعات لاستغلال هذه الثروة الطبيعية التي تتمتع بها السواحل المصرية والتي كانت مهملة لسنوات طويلة.
واجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، مع اللواء أ.ح وليد أبو المجد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، واللواء أ.ح مختار عبد اللطيف مستشار مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، واللواء محمد صلاح رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للإنتاج الحيواني، واللواء مجدي الطويل رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء، والدكتور وليد محرز بهيئة المواد النووية، والدكتور مجدي السيد المدير التنفيذي لشركة اللقاحات "ميفاك".
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع تناول استعراض جهود تعظيم القيمة المضافة للمعادن الاقتصادية المستخلصة من الرمال السوداء في مصر.
وخلال الاجتماع تم استعراض خريطة المعادن الاقتصادية المختلفة المتواجدة على مستوى الجمهورية في الرمال السوداء، فضلاً عن تطبيقاتها الصناعية المتنوعة، إلى جانب استعراض مختلف المشروعات التي تضطلع بها الشركة المصرية للرمال السوداء في هذا الصدد بالشراكة مع الخبرة الأجنبية، وكذا الجدوى الاقتصادية والتكلفة الاستثمارية لتلك المشروعات، والتجارب الدولية المماثلة.
وفي هذا الصدد يعرض "صدى البلد" أهم المعلومات عن الرمال السوداء وأهميتها الاقتصادية في مصر.
أهمية الرمال السوداء
تعتبر الرمال السوداء رواسب شاطئية سوداء ثقيلة، تتراكم في بعض الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة، وتتركز بفعل تيارات الشاطئ على الحمولة التي تصبها الأنهار في البحر.
وتتكون الرمال السوداء من المعادن الثقيلة، وخاصةً معدني الماجنتيت والألمنيت اللذين يستغلان كخامات للحديد.
كما تحتوي عادةً على نسبة صغيرة من المعادن المشعة كالمونازيت وغيره، وكلها معادن يغلب عليها اللون الداكن لذلك سميت بالرمال السوداء.
وتستغل هذه الرمال السوداء من أجل استخراج معادن الحديد والمونازيت، ومن أهم البلاد التي تنتشر بها هذه الرمال الهند والبرازيل ومصر.
اهتمام مصر بالرمال السوداء
تنتشر الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة في مصر بـ 11 موقعا على السواحل الشمالية للبلاد، بدءًا من رشيد حتى العريش بطول ساحل 400 كيلو متر تبدأ من إدكو شمال محافظة البحيرة، وتوزع على 4 مناطق تشمل شمال سيناء بواقع 200 مليون متر مكعب، ودمياط بواقع 300 مليون متر مكعب، ورشيد بواقع 600 مليون متر مكعب، وبلطيم بواقع 200 مليون متر مكعب.
بدأت مصر في استغلال هذه الرمال عن طريق إنشاء "الشركة المصرية للرمال السوداء" لتعظيم الاستفادة الاقتصادية من مشروع استغلال المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء.
كما قامت الدولة بشراء الكراكة الهولندية "تحيا مصر" ووصولها إلى مصر في 5 أغسطس إلى ميناء بوغاز البرلس في محافظة كفر الشيخ تمهيدا لتفكيكها ونقلها لمصنع الرمال السوداء في نفس المدينة المصرية، والتي صممت خصيصا لشركة الرمال السوداء.
كما أنشأت الحكومة المصرية موقعين للرمال السوداء بمحافظة كفر الشيخ، الأول شرق البرلس بملاحة منيسي التابعة لقرية الشهابية على مساحة 80 فدانا بخبرة مصرية استرالية، والثاني بـ شمال الطريق الدولي غرب محطة توليد الكهرباء العملاقة بالبرلس على مساحة 35 فدانا بخبرة صينية.
ويشارك في المشروع محافظة كفر الشيخ وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة وهيئة المواد النووية وبنك الاستثمار، وتقدر استثمارات مصنع الرمال السوداء في شمال البرلس بـ 24 مليون دولار.
الاحتياطي منها في مصر
تؤكد الدراسات التي أَجريت على الرمال السوداء بمحافظة كفر الشيخ أنها تحتوى على ما يقرب من 250 مليون طن من الرمال السوداء، ووجود احتياطي آخر يعادل 200 مليار متر مكعب، مما يجعل بـ مصر أكبر احتياطي من الرمال السوداء بالعالم.
وتقوم جامعة كفر الشيخ بتقديم الدراسات اللازمة الهندسية والأبحاث العلمية الخاصة بمصنع الرمال السوداء بالبرلس بالإضافة إلى تقديم الاستشارات العلمية الخاصة بفصل العناصر المشعة من الرمال لاستخدامها في الصناعات المختلفة وخاصة في مجال النانو تكنولوجي لتطوير الصناعات الإلكترونية لتكون نقطة تحول في مجال الصناعة بمصر.
أهميتها الاقتصادية
ترجع الأهمية الاقتصادية للرمال السوداء إلى احتوائها على نسب من المعادن التي لها مردود تعديني التيتدخل في العديد من الصناعات من أبرزها معدن الروتيل والألمنيت الذي يستخدم في صناعة البويات، ومعدن الزركون الذي يستخدم فى صناعة السيراميك والعوازل والخزف والأسنان التعويضية.
كما يستخرج من معدن الزركون عنصر الزركونيوم الذي يستخدم في صناعة أغلفة الوقود النووي وفى العديد من الصناعات النووية والاستراتيجية الأخرى، ومادة الجرانيت التي تستخدم في صناعة فلاتر المياه والصنفرة، والماجنتيت الذي يستخدم في صناعة الحديد الإسفنجي وتغليف أنابيب البترول.
بالإضافة إلى معدن المونازيت المشع الذي يعد مصدر إنتاج العناصر المستخدمة في الصناعات العالية التقنية التي تعتمد أغلبها على الإلكترونيات، كما أنه مصدر للحصول على اليورانيوم الذى يصلح كوقود نووي.