تحتفل اليوم محافظة بورسعيد، بالعيد القومي لها في الـ 23 ديسمبر من كل عام، وهو التاريخ الذي تم فيه جلاء ورحيل آخر جندي عن المدينة الباسلة بعدما ألحقت بالعدوان الثلاثي أشد الخسائر البشرية والمادية.
محافظة عموم القنال
تعتبر محافظة بورسعيد إحدى محافظات القناة وهي محافظة حضرية أنشئت كمدينة عام 1860 وكانت تسمى محافظة عموم القنال وظل تاريخها متأثراً بتاريخ مصر متفاعلا مع الأحداث الوطنية ويؤكد ذلك الاحتلال البريطاني منذ عام 1882 حتى تاريخ الجلاء عن أرض مصر عام 1956 فكان العدوان الثلاثي على مصر والذي برز فيه دور بورسعيد الفدائي وتم إجلاء المعتدين في 23/12/1956 واعتبر هذا اليوم هو العيد القومي للمحافظة.
حيث شنت قوات 3 دول هى "إنجلترا، فرنسا، وإسرائيل"، العدوان على مصر بشكل عام وكثفت من قواتها لدخول الأراضي المصرية من البوابة الشمالية الشرقية عن طريق محافظة بورسعيد، وذلك بعد إعلان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، تأميم قناة السويس كشركة مساهمة مصرية.
وتوقع العدوان خلال إعلانه الحرب على بورسعيد، أنه من السهل العبور إلى المحافظات المصرية والاستيلاء على قناة السويس، ولكن هذا ما رفضه أهالي بورسعيد ورجال المقاومة الشعبية بالتنسيق مع القوات المسلحة.
المقاومة المصرية الباسلة
شهدت محافظة بورسعيد منذ إعلان الحرب عليها في 5 نوفمبر حتى جلاء العدوان في 23 ديسمبر عام 1956، حصارا تاما لا مياه أو طعام أو أمان، ورغم ذلك أذاقوا قوات الاحتلال أشد العذاب من خلال عمليات نوعية سطروها في كتب التاريخ بدمائهم وأرواحهم.
مع شدة العمليات النوعية وانحصار القوات للعدوان الثلاثي من نطاق الحي الأفرنجي "حي الشرق حاليا" والمطل على مجرى قناة السويس الملاحي، بدأت مغادرة هذه القوات تدريجياً حتى رحل آخر جندي في 23 ديسمبر 1956.
الانتصار على العدوان الثلاثي
وخرج أهالي بورسعيد من منازلهم عن بكرة أبيهم، احتفالا بالانتظار على العدوان الثلاثي في هذا اليوم الموافق 23 ديسمبر، والذي أصبح من حينها عيداً قومياً للمدينة الباسلة.
الذكرى 65 لانتصار المقاومة الشعبية
ومن هنا أضاءت محافظة بورسعيد، أمس، مبنى الديوان العام للمحافظة، باللون الأحمر، في إطار احتفالات المحافظة بعيدها القومي وعيد النصر -في الذكرى الـ 65 لانتصار المقاومة الشعبية بالمدينة الباسلة على دول العدوان الثلاثي في 23 ديسمبر 1956.
وأكد اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، في بيان، على أن احتفالات عيد النصر تعبر عن بسالة أبناء مصر في الدفاع عن الوطن وفداء أراضيه بكل غال ونفيس.
وأشار المحافظ إلى أن هذه الذكرى تعيد للأذهان رحيل جنود الاحتلال عن أرض بورسعيد، والانتصار على العدوان الثلاثي، وأن هذا اليوم أثبت بسالة أهالي بورسعيد، وتضحيتهم من أجل مصر، مؤكدًا أن هذا اليوم سيظل خالدا في عقول ووجدان المصريين، قائلًا "يوم العزة والكرامة والانتصار الذي أدهش العالم كله وقدم نموذجا لعظمة وقوة المصريين".
تكريم الابطال على العدوان الثلاثي
وكرم المحافظ، أبطال الانتصار على دول العدوان الثلاثي وأسرهم، خلال احتفالية لفرقة الموسيقى العربية على مسرح قصر الثقافة، في إطار احتفالات المحافظة بعيدها القومي لبورسعيد.
وتضمنت قائمة المكرمين كل من البطل الفدائي أحمد هلال، وأسر الأبطال الفدائيين، من بينهم محمد مهران، وعلي زنجير، وزينب الكفراوي، وعلية الشطوي.