EN
في مهنة يغلب عليها الطابع الذكوري، تكسر هبة عبد الرحمن القاعدة وتعمل في النقاشة وشهرتها بالمهنة "أم ولاء" تضرب المثل للمرأة المصرية المكافحة، التي تتحدى الظروف من أجل كسب لقمة العيش بالحلال.
اتجهت "هبة" لهذه المهنة الشاقة عن طريق الصدفة، لتربي بناتها الثلاث، والتي كرست حياتها من أجلهن بعد طلاقها من زوجها، أكبرهن متزوجة ولديها بنت، وأوسطهن تدرس الإعلام بالجامعة الأمريكية عن طريق المنحة الدراسية، وأصغرهن في المرحلة الإعدادية وتساعد والدتها بالمهنة.
تتسلم الأسطى "هبة" الشقق على المحارة لتبدأ عملها بالصنفرة والمعجون والدهان، وتعتبر مهنتها عمل فني تقوم به، ويثق فيها زبائنها ويشجعوها على مواصلة الطريق الذي بدأته في هذه المهنة منذ حوالي ١٠ سنوات.
وقالت "هبة" لصدى البلد أنها تعتمد على التسويق الإلكتروني لشغلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وفرت لنفسها هاتف اندرويد، أصبحت تشارك صور للدهانات والشقق التي قامت بها، ليدعمها ويطلب منها السيدات العمل حفاظاً على خصوصية بيتهم من وجود صنايعية رجال.
وأكدت الأسطى "هبة" فخر بناتها بمهنتها، وتشجيعهم الدائم لها، ومحاولة مساعدتها في شراء الخامات، وتحاول هبة إثبات قدرتها على فعل أي شيء من أجل تربية بناتها، وتقول: "مفيش حاجه صعبة على الست، احنا عندنا قوة تحمل ونقدر نشتغل أي حاجة".
وعن ردود الفعل التي تتلقاها حول مهنتها بالنقاشة ذات الطابع الذكوري، أوضحت "هبة" أنها في البداية كان هناك استغراب من الناس، كونها سيدة لا يليق بها ملابس ملطخة بالدهانات، ولكن مع الوقت تحولت نظراتهم للإبهار بشغلها وقدرتها على تحويل الجدران للوحات فنية.
وتحلم "هبة" بتوفير حياة كريمة لبناتها، وتأدية رسالتها معهم على أكمل وجه، وتعد نصيحتها لأي مرأة مكافحة بمواصلة السعي، من أجل تأدية هدفها بالحياة، وعدم الاستسلام لنظرات المجتمع والتقليل من شأنها.
