صاحب العيون الضاحكة، الفنان والمنتج السينمائي صلاح ذو الفقار، الذي ترك خلفه الطب والشرطة من أجل الفن، فكان ذو الفقار صاحب إطلالة مميزة، وجاذبية خاصة، وقدرة على إتقان أدواره الفنية ببراعة.
نشأته وبداية حياته
ولد صلاح ذو الفقار في مدينة المحلة الكبرى، لأبوين من القاهرة، فكان أبوه الأمير الاي «العميد» أحمد مراد بك ذو الفقار، ووالدته نبيلة هانم ذو الفقار، من عائلة فرنسية الأصل.
كان صلاح ذو الفقار متفوقًا في دراسته، وأحد أبطال مصر في لعبة الملاكمة، حيث حصل على بطولة كأس الملك في الملاكمة عام 1947م.
التحق ذو الفقار بكلية الطب جامعة الإسكندرية بناءً على رغبة والده الذي كان يتمنى أن يصبح طبيبًا مثل جده، لكنه بعد مرض والده حول أوراقه إلى أكاديمية الشرطة حتى يكون إلى جانبه، وتفوق فيها علميًا ورياضيًا، إلى أن تخرج فيها وعمل في مديرية أمن المنوفية، ومصلحة السجون، ثم مدرسًا في أكاديمية الشرطة.
علاقة صلاح ذو الفقار بالسادات
بينما كان صلاح ذو الفقار يعمل ضابطًا في سجن مصر، كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مسجونا في ذلك الوقت، بسبب قضية اغتيال أمين عثمان، الضابط المسئول عن السجن في ذلك الوقت.
كان ذو الفقار مؤمنا في داخله بوطنية وبطولة السادات، وعلى الرغم من كونه الضابط المُكلف بحراسته، إلى جانب المتهمين معه في القضية، إلا أنه كان يساعدهم ويعاملهم معاملة حسنة، حيث كانوا مسجونين سياسيين، فكان يحضر معه الطعام والجرائد والسجائر للرئيس الراحل السادات، وساعد أسرته على إخراج تصريح زيارة لرؤيته.
حياة صلاح ذو الفقار السياسية
يشتهر الفنان الراحل صلاح ذو الفقار بكونه فنانا ومنتجا سينمائيا، لكننا نجهل أنه كان أحد أبطال معركة الإسماعيلية، والعدوان الثلاثي على مصر، فكان أحد الضباط الأبطال الصامدين في معركتهم ضد المحتل البريطاني، رافضين الاستسلام للعدو محققين بشجاعتهم ملحمة فداء وطنية في حب مصر، ليصبح فيما بعد هذا اليوم عيد الشرطة 25 يناير.
وعند قيام العدوان الثلاثي على مصر، أخذ ذو الفقار زمام المبادرة بقيادة 19 من طلابه في أكاديمية الشرطة، وأخذوا يقاومون العدوان من الجيوش البريطانية والفرنسية والإسرائيلية، وحصل ذو الفقار حينها على نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
دخوله عالم الفن
للفنان الراحل صلاح ذو الفقار، أشقاء أكبر منه في العمر، هما المخرجان السينمائيان محمود ذو الفقار، وعز الدين ذو الفقار، وبينما كان صلاح في مرحلة المراهقة، ظهر في فيلمين من إخراج شقيقه الأكبر محمود ذو الفقار، وبعد ذلك حاول شقيقة الآخر عز الدين إقناعه بالتمثيل، لكن بحكم طبيعة عمله كضابط في الشرطة استحالة موافقه وزارة الداخلية على دخوله عالم الفن والتمثيل.
ألح الشقيق الأكبر عز الدين ذو الفقار على صلاح كثيرا، وعرض عليه بطولة فيلم « عيون سهرانة»، أمام النجمة الراحلة شادية، وتقدم ذو الفقار بطلب إلى وزارة الداخلية، التي وافقت ومنحته أذن استثنائي للعمل في الفيلم.
تميز الفنان الراحل صلاح ذو الفقار بخفة ظل وبساطة وعيون ضاحكة، حقق بهم شهرة واسعة، حيث انهالت عليه العديد من الأدوار الفنية بعد أن أدى دور «حسين ابن الريس عبد الواحد»، في فيلم «رد قلبي»، ليقرر تقديم استقالته من وزارة الداخلية ويتجه إلى الفن والعمل السينمائي، لكن الداخلية قررت ترقيته إلى رتبة مقدم، وإحالته إلى المعاش نظرًا لتاريخه المشرف.
نجم صلاح ذو الفقار يلمع في سماء الفن
سطع نجم الفنان الراحل صلاح ذو الفقار في سماء الفن في الوطن العربي، وتعددت أدواره الفنية، حيث حقق نجاحات متعددة كممثل ومنتج سينمائي، وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات طوال مشواره الفني.
إلى جانب مشواره السينمائي المثمر، قدم صلاح ذو الفقار بطولات العديد من المسرحيات، تعاون خلالها مع مجموعة كبيرة من المخرجين والفنانين.
عام 1986م، نجح صلاح ذو الفقار في انتخابات نقابة المهن التمثيلية، وحصل على منصب وكيل النقابة.
زيجات صلاح ذو الفقار
تزوج الفنان الراحل صلاح ذو الفقار على مدار حياته 4 مرات، أولهما من قريبته نفسية بهجت، وأنجب منها ابنه المهندس احمد صلاح ذو الفقار، وأبنته المحامية منى صلاح ذو الفقار، ثم انفصلا الزوجان.
أثناء تصويره فيلم «رد قلبي» وقع في غرام الفنانة الراحلة زهرة العلا، وتزوجا إلا أن الزواج لم يستمر سوى سنة واحدة فقط.
تزوج ذو الفقار للمرة الثالثة من الفنانة شادية، بعد أن انفصلت عن عماد حمدي، واستمر زواجهما، وكادت تحقق شادية حلمها في الأمومة، لكنها أجهضت طفلها في الشهر الخامس من الحمل، رغم أنها كانت تتبع تعليمات الطبيب، ومن بعد الإجهاض توترت العلاقة بينهما، إلى أن انفصلا بعد 7 سنوات من الزواج.
تزوج صلاح ذو الفقار للمرة الرابعة والأخيرة من السيدة بهيجة مقبل، واستمر الزواج 18 عاما، حتى وافته المنية.
وفاة صلاح ذو الفقار
توفى الفنان الراحل صلاح ذو الفقار 22 ديسمبر عام 1993م، في مستشفى الشرطة بالقاهرة عن عمر ناهز 67 عاما، حيث نقل إلى المستشفى إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة أثناء تصوير فيلم “الإرهابي”.