تستعد وزارة الثقافة بعد غد الخميس لافتتاح قرية "القرنة" بالأقصر وهي القرية التي قام المعماري الشهير حسن فتحي بتصميمها في أواخر منتصف القرن الـ20، وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى من القرية من خلال الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.
وفي حديثه لـ"صدى البلد" تحدث المهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري عن ما تم بقرية حسن فتحي إذ أوضح أن المشروع يسعى لإحياء وترميم المباني التراثية بقرية القرنة، وهي المرحلة الأولى من المشروع والتي تشمل؛ المسرح، والخان، وقد استغرقت عملية ترميم المرحلة الأولى ما يقرب من 24 شهرا، وذلك وفقا لمعايير دقيقة سعيا للوصول إلى الشكل الحالي، وذلك بعد تأثرت وانهارتالمباني، كما تم وضع رؤية بصرية لتطوير المنطقة المحيطة للتناسب مع القيمة المعمارية للقرية، والتي تعد أحد أهم المشاريع التي نفذها الرائد حسن فتحي، والذي سعى من خلالها لإيجاد صياغة لمفردات العمارة المحلية في صورة هندسية ومعمارية لتصبح قابلة للتطبيق والانتشار، وقد مثل فكر المشروع الاعتماد علي الخامة والأيدي العاملة المحلية في إطار اقتصادي وفني ومهني أصبح نموذجا يحتذي به على مستوى العالم.
وأكمل رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري حديثه وقال: “المشروع يتوافق مع المعايير القومية والدولية نظرًا لما يتميز به أسلوب البناء الذى راعى طبيعة الخامات المحلية والظروف المناخية في الوجه القبلي والذي شمل ترميم المركز الثقافي وهو ما يمثل عودة لممارسة أنشطة ثقافية وفنية تخدم قطاع عريض علي مستوي جنوب مصر ومحافظة الأقصر . ويعد إعادة توظيف الخان واستثماره كاستديوهات للفنانين وإعادة فتح البازارات وكذلك الخدمات التي تحتاجها القرية أحد أهم التجارب في إعادة التوظيف والارتقاء بالمباني واعتبار مركز القرية بما يضم من الجامع والخان والمركز الثقافي أحد نقاط الجذب السياحي والثقافي”.
مناطق تراثية
أما بخصوص توحيد طلاء المباني في المحافظات فالجهاز خلال الوقت الحالي بدأ بالفعل في تنفيذ الأمر، إذ نسعى لاستخدام لون موحد للواجهات داخل كل محافظة، سعيا منالإعادة تنسيق المباني وتغيير الصورة البصرية للمدينة والأقاليم، مما يحسن الصورة الذهني.، كذلك وضعنا أكثر من رؤية لمشروع “حكاية شارع” و"عاش هنا" حيث تبنينا المشروعين على مستوى مصر كلها وليس القاهرة فقط، فنحن نسعى لإحياء ذكرى المبدعين في مصر، كما أن مشروع حكاية شارع موجود في معظم أحياء القاهرة، إذ جرى الانتهاء من أكثر من مائتي شارع، وبالفعل نحن متواجدين في أي منطقة تراثية على مستوى الجمهورية.
وأضاف أبو سعدة: هناك مشروع آخر نعمل عليه وهو سلسلة «ذاكرة المدينة» والتي تهدف للتعريف بالمناطق ذات القيمة التراثية داخل المدن المصرية والتي تم تسجيلها، ويهدف الجهاز من خلال السلسلة إلى غرس قيمة الحفاظ على التراث العمراني والحفاظ عليه، فالسلسة مستمرة وصدر جزء منها عن منطقة "الزمالك" وآخر "حي جاردن سيتي"، ونتسعد لطرح جزء آخر يخص منطقة سيوة، ثم منطقة مصر الجديدة التراثية..
ويضيف المهندس محمد أبو سعدة: هناك مشروع آخر يقوم به الجهاز يخص إعادة تطوير وإحياء محطة مصر بالإسكندرية، فقد وضع الجهاز محددات واضحة لمشروع التطوير الذي يحقق معايير وأسس التنسيق الحضاري، من خلال الحفاظ على الشكل الأصلي القديم للمحطة من حيث الزخارف والنقوش وألوان الواجهات الأصلية واستخدام المواد الأصلية، وقد شمل التطويرترميم واجهة مبنى المحطة بالإضافة لتطوير الفراغ العام داخل المحطة والساحة الخارجية، وكذلك المكاتب الإدارية وشباك التذاكر، كما تم عمل المعالجات الهندسية لرفع كفاءة الأرصفة، وكذلك صيانة كافة العناصر الإنشائية بالمحطة ورفع كفاءة المرافق بها، كما راعى مشروع التطوير تنسيق عناصر الإضاءه ليلا.