تلقى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، سؤالا يقول صاحبه: “رأيت امرأة تزني فهل أخبر كل من أراد الزواج بها بذلك؟”.
وأجاب الدكتور علي جمعة عن السؤال قائلا: “شأن الشريعة الإسلامية الستر ولو أن تستر أخاك بهدبة ثوبك”.
وأضاف علي جمعة أن هذا الستر هو الأساس فى شريعتنا وليس الكبر والفضائح والعياذ بالله، لذلك جعل الله أمام القضاء 4 من الشهود يرون هذه الحادثة الخبيثة حتى يشهدوا أمام القاضي.
شروط إثبات الزنا تعجيزية
وقال الدكتور فتحي عثمان الفقي، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن إثبات جريمة الزنا في الشرع له شروط محددة، وهذه الشروط تكاد تكون تعجيزية لأن المراد في الشرع الستر وليس فضح الناس.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر، خلال البث المباشر، أن شروط شهود الزنا فيها حرص شديد والغرض منها ليس إشاعة الفاحشة لعدم توافرها، وإنما الستر على المجتمع، والقاعدة تقول: "كلما كثرت الشروط ندر المطلوب".
زواج الرجل من امرأة زنى بها
قال الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن جميع الشرائع السماوية حرمت جريمة الزنا وأمرت بتجنب الطرق الموصلة إليه، لافتًا إلى قوله تعالى «وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70)».
وأوضح الدكتور محمود شلبي، في فيديو بثته دار الإفتاء على صفحتها الرسمية على “فيس بوك”، ردًا على سؤال "ما حكم رجل زنى بامرأة ثم تزوجها زواجًا صحيحًا؟"، أن زواج هذا الرجل صحيح وزناه حرام، فعليه التوبة إلى الله والاستغفار والندم على الزنا، والإصرار على عدم الرجوع إلى مثله، والإكثار من الطاعات والعمل الصالح، لافتًا إلى أن الزواج بالمرأة التي زنا بها لا يُكفر إثم الزنا.
وأضاف الدكتور محمود شلبي، أن الإسلام حرم الطرق الموصلة إلى الزنا فأمر بغض البصر، ونهى عن اتباع خطوات الشيطان لأنه يأمر بالسوء والفحشاء، مشيرًا إلى قوله تعالى «ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلًا».