الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وثائق البنتاجون: الضربات الجوية الأمريكية في سوريا والعراق قتلت آلاف المدنيين

وثائق البنتاجون:
وثائق البنتاجون: الضربات الأمريكية قتلت آلاف المدنيين بالخطأ

كشفت وثائق جديدة لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن الضربات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط مليئة بالأخطاء الاستخباراتية، ما تسبب في سقوط آلاف القتلى المدنيين، بينهم أطفال كثر.

وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" التي نشرت الوثائق، فإن وثائق البنتاجون تكشف كيف استخدم المسؤولون العسكريون معلومات استخباراتية معيبة للغاية حول سوريا والعراق، ما أدى إلى سلسلة من الإخفاقات.

وأظهرت الوثائق المنشورة في سلسلة من جزئين، أن التعهدات بالشفافية والمحاسبة أفسحت مجالا للتعتيم والإفلات من العقاب، حسب الصحيفة الأمريكية.

كما أكدت "نيويورك تايمز" أن تحقيقاتها أظهرت أن عدد القتلى المدنيين تم التقليل منه على نحو كبير.

مقتل آلاف المدنيين

الوثائق المنشورة تكشفت ضعف أنظمة المراقبة وعدم كفايتها، ما يؤدي إخفاقات ينتج عنها سقوط قتلى من خارج نطاق الاستهداف.

ورصدت الصحيفة على سبيل المثال ضربة جوية نفذتها القوات الأمريكية في 19 يوليو 2016 استهدفت ما كان يعتقد أنها 3 مناطق في شمال سوريا يستخدمها تنظيم "داعش" الإرهابي للتحضير لهجماته، لكن الضربات أودت بحياة 120 مزارعاً وقروياً.

وفي نوفمبر 2015، نفذت القوات الأمريكية ضربة جوية بمنطقة الرمادي في العراق، بعد رصد رجل وهو يجرّ "غرضاً مجهولاً وثقيلاً" إلى موقع تابع لتنظيم "داعش"، وتبين لاحقا بعد المراجعة أن "الغرض" المشار إليه كان طفلاً قتل في غارة جوية.

وتشير الصحيفة إلى واقعة أخرى، واضطرت الولايات المتحدة إلى التراجع عن مزاعم بأن سيارة دمرتها طائرة مسيرة أمريكية في أحد شوارع كابول في أغسطس كانت محملة بقنابل، واتضح لاحقا أن ضحايا الضربة كانوا 10 أفراد من عائلة واحدة.

ووضحت "نيويورك تايمز" أن الوثائق السرية تناول أكثر من 1300 تقرير عن الخسائر في صفوف المدنيين، وتكشف عدم دقة الضربات الجوية الأمريكية.

إصابات بالغة واعتراف بوقوع أخطاء

تكشف الوثائق أيضا عن أن عدد كبير من المدنيين الذين أصيبوا في ضربات أمريكية، وبقوا على قيد الحياة، يُعانون إعاقات تتطلب علاجاً باهظ الثمن، موضحة أن أقل من 12 منهم تلقوا تعويضات مالية.

من جانبه، قال المتحدث باسم القيادة الأمريكية الوسطى الكابتن بيل أوربان للصحيفة "حتى مع أفضل تكنولوجيا في العالم، تقع أخطاء، سواء بناء على معلومات ناقصة أو سوء تفسير للمعلومات المتوفرة.. نحن نحاول التعلم من هذه الأخطاء".

وتابع المسؤول الأمريكي "نعمل بجد لتجنب أضرار كهذه.. ونجري تحقيقا في كل حالة ذات صدقية.. ونأسف لكل الخسائر في أرواح الأبرياء".

واعتبر أن التقليل من مخاطر إلحاق الأذى بالمدنيين "ضرورة استراتيجية وواجب قانوني وأخلاقي"، بزعم أن هذه الخسائر تستخدم لتعزيز الكراهية الأيدولوجية التي يتبانها أعداء الولايات المتحدة في النزاع منذ هجمات 11 سبتمبر، وتسمح بتكثيف عمليات التجنيد لجيل قادم من المتطرفين.

وتزايد الاعتماد الأمريكي على الضربات الجوية في الشرق الأوسط منذ السنوات الأخيرة في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، عقب تراجع التأييد الشعبي للحروب البرية.

ونفذت القوات الأمريكية في 5 سنوات أكثر من 50 ألف ضربة جوية في أفغانستان والعراق وسوريا، حسب تقرير الصحيفة، التي أكدت أن مراسليها زاروا أكثر من 100 موقع من تلك التي سقط فيها ضحايا، وأجروا مقابلات مع عشرات من السكان الناجين ومسؤولين حاليين وسابقين.

وكشفت "نيويورك تايمز" عن أمثلة على أخطاء البنتاجون قبل شن الضربات الجوية، وعيوب أجهزة المراقبة المتطورة التي قد تؤدي إلى أخطاء كارثية.

على سبيل المثال ، تقول الصحيفة، إن المقاطع التي يتم تصويرها من الجو لا تظهر الناس في المباني أو تحت أوراق الشجر أو تحت الأغطية، كما يمكن إساءة تفسير البيانات المتاحة بتحديد بعض الأشخاص على أنهم مسلحين، ليتبين لاحقا أنهم من المدنيين العزل.

وأوضحت أنه في بعض الأحيان، يتم الهجوم على الدراجات النارية بناء على هذه المعلومات، باعتبارهم مصدر تهديد وشيك، ليتضح في النهاية أنهم مجرد مجموعة شبان على دراجات نارية.

وفي هذا السياق، اعترف المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية بأنه في العديد من المواقف قد تواجه القوات تهديدا موثوقا، ولا يملكون متسعا من الوقت لتحدثد مدى خطورته، موضحا أن الضباب مثلا يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى إلحاق ضرر بالمدنيين، وأكد أنهم يبذلون قصارى جهدهم في ظل ظروف بالغة الصعوبة.