رغم تحذرات وزارة التعليم العالي، من انتشار المعاهد الوهمية التي تجذب الطلاب من خريجي التعليم العام والفني، مازلنا نعاني من تلك الأزمة بإغراءاتها التي تقدمها بإعطائهم شهادات عليا ومنها بكالوريوس الهندسة أوالتجارة أو السياحة وغيرها من المسميات غير المصرح لها بالعمل من خلال وزارة التعليم العالي لانها غير معتمدة من المجلس الأعلي للجامعات.
أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، مازلنا نعاني من تلك الأزمة بإغراءاتها رغم التحذيرات المشددة، مضيفًا أن الوزارة تواصل حملاتها على مستوى المحافظات لمداهمة الكيانات الوهمية التعليمية وضبطها، وذلك لإغلاقها بالتنسيق مع المحافظات لحماية الطلاب من الوقوع فريسة لتلك الكيانات التى توهم الطلاب وفى النهاية يتم منحهم شهادات غير معتمدة.
وأوضح الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن لجان الضبطية القضائية بوزارة التعليم العالى تعمل بشكل مستمر على مدار العام لمواجهة تلك الكيانات الوهمية ومنعها من العمل خاصة وأنهم يزاولون العملية التعليمية دون الحصول على التراخيص والتصاريح اللازمة لذلك.
قال الدكتور حسن شحاتة، إن الكيانات الوهمية تعبث بمستقبل الطلاب ولابد من القضاء عليها، وتفعيل الدور الرقابي بالشكل المطلوب لعدم خداع أولياء الأمور وأبنائهم بالالتحاق بهذه الكيانات الوهمية، ومصادرة هذه الأماكن حتى يصبحوا عبرة لغيرهم.
وشدد الخبير التربوي، على الحذر من انتشار الكثير من الكيانات الوهمية غير المعترف بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتي تخدع الطلاب وأولياء أمورهم، لكسب الأموال على حساب مستقبل الطلاب، ومع انتهاء امتحانات الثانوية العامة وبدء التنسيق، يزداد أثار قلق الكثيرين من أولياء الأمور.
وأضاف الدكتور حسن شحاتة، أن الكيانات الوهمية تقوم بترويج شهادات دراسية "مزورة" بزعم منح الدارسين دورات تعليمية تدريبية فى مجالات مختلفة تمكنهم من الالتحاق للعمل بالهيئات والمؤسسات الكبرى بالداخل والخارج وذلك بدون الحصول على التراخيص اللازمة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجهات المختصة.
وأشاد بجهود لجنة الضبطية القضائية في التصدي لهذه الكيانات، مطالبًا بتكثيف جهودها خلال الفترة المقبلة لمداهمة أية كيانات وهمية أو مقرات تمارس العملية التعليمية دون ترخيص، حفاظًا على مصالح الطلاب وأولياء الأمور وضمانًا لعدم التلاعب بهم.
ولفت أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، إلى أن الكارثة الكبرى أن هناك بعض هذه الكيانات تقوم بتأجيل الخدمة العسكرية للطلاب رغم عدم حصولها على تصريح من وزارة التعليم العالي، فما هي الأسباب التي أدت إلى حصول هذه الكيانات على حق تأجيل الخدمة العسكرية، رغم ضررها الكبير بالمنظومة التعليمية في مصر.
وأوضح "شحاتة" أنه مع مرور الزمن تحولت أهداف الكيانات العلمية الخاصة من تخريج جيل من الشباب لمواكبة سوق العمل إلى النظام الإستثماري البحت دون النظر لمصلحة الخريجين، مما أدى إلى ظهور سلبياتها على المجتمع المصري، واصفًا إياها "المجتمع أصبح ضحية الكيانات الوهمية".