الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تراجع نفوذ أمريكا في الشرق الأوسط؟

أمريكا
أمريكا

أفادت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية في تقرير لها، بأن نفوذ أمريكا قد تراجع في الشرق الأوسط بعد عدة مواقف تبنتها واشنطن في السنوات القليلة الأخيرة.

وكانت أبرز المواقف التي أثرت علي النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط هي: الانسحاب من أفغانستان وانهيار الحكومة التي كانت تدعمها هناك، وانتهاء العمليات القتالية لها في العراق، والبصمة الصغيرة المتبقية لها في سوريا إلى جانب عدم قدرتها على إحداث تغيير سياسي ملموس هناك.

وقالت المجلة الأمريكية، إنه بالرغم من أن هذه المواقف تشير جميعها إلى أن نفوذ أمريكا في المنطقة أصبح أقل مما كان عليه في الماضي القريب، فإنها أقامت مقارنة بنفوذ واشنطن في المنطقة الآن وما كان عليه قبل أربعين عامًا في ذروة الحرب الباردة في عام 1981، واستنتجت أن الوضعين متشابهان بشكل ملحوظ.

وأضافت المجلة أنه في الوقت الحالي، تمتلك أمريكا نفس الحلفاء الذين كانوا لها في عام 1981، مصر وإسرائيل والأردن والمغرب وجميع دول الخليج، موضحة أن التغيير فقط في علاقة واشنطن مع تركيا التي أصبحت مهتزة بشكل كبير، على الرغم من أنهما لا تزالان متحالفتين رسمياً.

وذكرت “ناشيونال إنترست” في تحليلها: ”يشير كثير ممن ينتقدون فقدان النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط إلى تنامي النفوذ الروسي هناك، ولكن مقارنة بالماضي، فإن عودة روسيا ليست مثيرة للإعجاب".

في عام 1981، كان الاتحاد السوفييتي القوة العظمى ذات النفوذ السائد في سوريا والعراق وجنوب اليمن وليبيا وأفغانستان، كما كان لديه علاقات أوثق بكثير مع الجزائر واليمن الشمالي مقارنة بـ أمريكا.

أما الآن، وعلى النقيض تمامًا، تشارك روسيا نفوذها مع إيران في سوريا ومع تركيا ولها تأثير محدود فقط في أفغانستان واليمن والعراق.

وتابعت المجلة الأمريكية: ”إن رؤية أمريكا كقوة مهيمنة في الشرق الأوسط ترسخت في الوهج التالي لما بدا للوهلة الأولى أنها تدخلات أمريكية ناجحة في أفغانستان ثم العراق لم تدم طويلاً”.

ولكن لا يزال لدى واشنطن في الأساس نفس الحلفاء في الشرق الأوسط الذين كانوا لديها قبل 40 عامًا، وطالما فعلت ذلك، يمكن لأمريكا أن تظل قوة عظمى في الشرق الأوسط إذا كانت تريد ذلك.

ويشير العديد من حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط إلى أن أزمة سقوط حكومة كابول في أفغانستان وصعود النفوذ الإيراني في العراق تلقي بظلال من الشك على استعداد أمريكا للبقاء قوة عظمى في الشرق الأوسط. 

لكن قبل أربعين عامًا، أثار نفس الحلفاء مخاوف مماثلة بشأن كيفية انسحاب أمريكا من شبه الجزيرة الهندية الصينية عام 1973 وسماحها بسقوط نظام الشاه في إيران عام 1979، ما ألقى بظلال من الشك على التزام واشنطن تجاه حلفائها الآخرين.

لكن أمريكا لم تغادر الشرق الأوسط في ذلك الوقت، ولن تتركه الآن أيضًا.


-