قال وزير البترول والثروة المعدنية السوري بسام طعمة إن خط الغاز العربي داخل سوريا جاهز لضخ الغاز الطبيعي من مصر إلى لبنان.
وقال طعمة في مقابلة مع تلفزيون سوريا، إن خط الغاز العربي داخل سوريا جاهز بنسبة 100 بالمئة "كل شيء يتوقف الآن على اتفاقية تجارية بين لبنان ومصر، بانتظار توقيع اتفاقية العبور مع سوريا".
وأضاف الوزير السوري أنه كلما زادت الكمية المنقولة عبر الخط العربي، زادت استفادة سوريا، لكنها ستبقى غير كافية لسد العجز في البلاد.
وتوقع وزير البترول والثروة المعدنية المصري، طارق الملا، أن تبدأ بلاده تصدير الغاز الطبيعي إلى لبنان بحلول الربع الأول من عام 2022.
وأضاف في مقابلة هاتفية مع تلفزيون الشرق "من المهم بالنسبة لنا أن يصل الغاز المصري إلى لبنان في أسرع وقت ممكن، لكن الأهم من ذلك هو أن تتم الصفقة بسلاسة دون أي تداعيات سلبية، لذلك، نحن بحاجة إلى أشقائنا في لبنان، وجميع أصحاب المصلحة والدول المعنية التي يمر الغاز من خلالها، للتأكد من أن جميع الإجراءات الفنية والتجارية والسياسية مرتبة".
كما قال الوزير المصري في تصريحات إلى موقع المونيتور، إن مصر تريد أن تساعد لبنان لكنها لا تريد أن تواجه عقوبات، في إشارة إلى عقوبات أمريكية محتملة تتعلق بسوريا.
وفي منتصف نوفمبر، قال الملا، إن مصر ستصدر ما بين 60 إلى 65 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا إلى لبنان.
أسوأ ثلاث أزمات
يعتمد لبنان على الغاز المصري لحل أزمة الطاقة التي تفاقمت خلال الشهر الماضي.
ويصنف البنك الدولي الأزمة الاقتصادية في البلاد على أنها واحدة من أسوأ ثلاث أزمات منذ منتصف القرن التاسع عشر.
واستضاف الأردن في أكتوبر اجتماعا وزاريا لدول خط الغاز العربي (مصر والأردن وسوريا ولبنان)، تم خلاله الاتفاق على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان.
وقال الملا، إن مصر تعمل حاليا على زيادة صادراتها من الغاز نظرا لارتفاع الأسعار الحالية وتراجع الاستهلاك المحلي خلال أشهر الشتاء.
تنتج مصر نحو 7.2 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز، ويقدر الاستهلاك المحلي بنحو 5.8 مليار قدم مكعب.
وتتطلع القاهرة أيضًا إلى استثمارات بقيمة 6.5 مليار دولار في قطاع النفط والغاز للسنة المالية 2022-2023.
وفي مقابلة هاتفية مع "المونيتور"، قال المتحدث باسم وزارة البترول حمدي عبد العزيز: "من المتوقع ضخ الغاز الطبيعي المصري عبر خط الأنابيب الحالي، خط الغاز العربي، الذي يمتد من العريش إلى طابا في مصر، وصولاً إلى العقبة ورحاب في الأردن، ثم حمص في سوريا ودير عمار في لبنان، ويمتد الخط على مسافة 1200 كيلومتر بطاقة 7 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا".
استثناءات من العقوبات
ونفى عبد العزيز مزاعم أن مصر طلبت من الولايات المتحدة استثناءات من العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر، الذي يجعل جميع المعاملات المالية مع المؤسسات السورية غير قانونية بموجب القانون الأمريكي. وقال إن لبنان يجب أن يكون طرفاً في التفاوض مع الإدارة الأمريكية.
وقال: 'المشروع يتعلق بعدد من الدول والمنظمات، بما في ذلك سوريا والبنك الدولي، ويحتاج إلى ضمانات من الولايات المتحدة فيما يتعلق بالاستثناءات من العقوبات. كل طرف في الصفقة يعمل على تبسيط العملية.
وأضاف عبد العزيز: "يجب على لبنان مخاطبة البنك الدولي فيما يتعلق بالتمويل وأيضاً عندما يتعلق الأمر بالعقوبات الأمريكية".
وتابع: "لبنان يعقد اجتماعات لهذا الغرض، ومصر يمكن أن تساعد أيضا. أوشكت الإجراءات اللازمة لنقل الغاز من مصر إلى لبنان على الانتهاء.
واتفقت القاهرة وبيروت على فحص خط الأنابيب الذي سينقل الغاز من مصر إلى لبنان عبر سوريا".
ودعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، خلال زيارته لمصر في ديسمبر، إلى دعم القاهرة "العاجل" لتوفير الغاز الطبيعي في بيان نشره على صفحته على فيسبوك.
والتقى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في التاسع من ديسمبر الجاري مع ميقاتي، وبحسب البيان، أشار ميقاتي إلى الدعم الضروري الذي يحتاجه لبنان من مصر، ولا سيما تعزيز التعاون في تصدير الغاز، وربط الكهرباء بين مصر ولبنان، والتسهيلات في التبادل التجاري، لا سيما فيما يتعلق بالمساعدات الزراعية اللبنانية، والمساعدات الغذائية، وحليب الأطفال، والأدوية لمرضى الأمراض المزمنة.
ولفت البيان، أن مدبولي قال إن "الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه تعليمات واضحة للحكومة بتزويد لبنان بالمساعدة والدعم اللازمين والبدء فورا في العمل على تلبية مطالب إخواننا في لبنان".