بجلبابها البلدية وشخصيتها الصارمة تربعت "حورية" على عرش تجارة المخدرات في الجيارة بعد حبس شقيقيها "كتكت" و "حنفي".. وجدت حورية مملكة شقيقيها فارغة فقررت أن تدير الدفة بعد سجنهما وخلال فترة قصيرة نجحت في السيطرة على سوق المخدرات وعرفت بـ"إمبراطورة الهيروين".
حياتها المليئة بالمغامرات والجبروت ألهمت صناع السينما لتقديمها في فيلم سينمائي وأدت الفنانة نادية الجندي شخصية شبيهة بها في فيلم "الإمبراطورة" فهي الفتاة الفقيرة التي تحولت لسيدة تنفذ أوامرها قبل أن تنطق بها.
في السبعينيات ومن داخل إحدى خرائب منطقة الجيارة في حي مصر القديمة جنوب القاهرة كانت الانطلاقة لتلك الأسرة حيث عاشت "حورية" وشقيقاها مع والدتهم في كشك خشبي أقل من متواضع، وكان الخال "عبده طه" أحد تجار الحشيش والأفيون فطلب من شقيقته أم كتكت وحورية مساعدته في توزيع الحشيش ثم تحولوا إلى الأفيون ومنه الى الكوكايين وتحسنت حالتهما المادية بشدة.
كان "كتكت" يعمل لصالح خاله وبعد فترة قرر الاستقلال عنه وأصبح "معلماً كبيرا" من أشهر تجار الكيف وله زبائنه بعدد كبير.. ألقى القبض على الخال وأم حورية لتتسع الساحة أمام كتكت واستعان بشقيقه "حنفي" ليعاونه في عمله وقرر الشقيقان اقتسام الحصص بينهما فأصبح كتكت "امبراطور الحشيش" وحنفي "ملك البودرة".
محمد عبدالعال الشهير بــ"كتكت"، صاحب القامة القصيرة كان يسير بحماية كبيرة من البلطجية وذاعت شهرة "كتكت" إلى البلدان المجاورة مثل لبنان والسودان، واشتهر بتجارة الصنف بجميع أنواعه، حتى ذاع صيته وسط صغار التجار، وأصبح من أباطرة تجارة الحشيش في منطقة "الجيارة" ولم يكن أحد من تجار الصنف في القاهرة الكبرى يحصل على بضاعته إلا من خلاله.
وعندما وصلت أخباره إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات تم رصد تحركاته والمناطق التي يقوم بجلب المخدرات منها حتى سقط في قبضة رجال المباحث أثناء تهريب كمية كبيرة من الساحل الشمالي إلى القاهرة.
لم يهنأ الشقيقان طويلا بأموال المخدرات حيث كانت الأجهزة الأمنية لهما بالمرصاد وألقي القبض عليهما، وحكم عليهما بالسجن لـ 15 عاماً فوجدت حورية مملكة شقيقيها خالية بلا وريث فنزلت بثقلها إلى الساحة وبذكاء شديد.
مات كتكت في السجن فواصلت حورية المشوار وسيطرت على زمام الأمور في زمن قياسي وسرعان ما اصبحت امبراطورة الهيروين.. استعانت بعدد من "الصبيان" للعمل "ناضورجية" على رأس الحواري والأسطح لتنبيه "المعلمة" في حالة قدوم قوات الشرطة.
عرفت حورية بصاحبة "الباب الأخضر" وهو باب العقار المحصن الذي تقيم به كان يقف المدمنون أمامها بالطوابير ويتبادل الصبية معهم تذاكر الهيروين ويتناولون النقود.
لم تظهر حورية أمام الناس على الإطلاق بل كانت تتنقل بين عدة شقق في مناطق متفرقة ومعها جيش من المساعدين الذين يديرون تجارة الكيف لحسابها.
حاول رجال مكافحة المخدرات مرارا إلقاء القبض عليها متلبسة لكنهم لم ينجحوا ، فقاموا باعتقالها شهرا وخرجت بعد ذلك أكثر شراسة.. أصر رجال مكافحة المخدرات على الايقاع بـ "الإمبراطورة" مهما يكن الثمن فكانت الخطة إسقاط معاونيها واحدا تلو الآخر كنوع من الضغط وانهاء الحماية التي تحيط بها حتى يتمكنوا من الايقاع بها.
بعد القبض على رجالها الذين تحتمي بهم، وجدت نفسها وحيدة ولم تجد بدا من مباشرة نشاطها بنفسها والتعامل مع الزبائن مباشرة حتى ألقي القبض عليها متلبسة وقضت المحكمة بسجنها فمارست في سجن النساء سطوتها على نزيلاته بأموالها، ما دفع إدارة السجون إلى إبعادها إلى سجن قنا في الصعيد.