الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معركة الوعي (16)

محمود بكري
محمود بكري

احترفت جماعة " الإخوان الإرهابية " استخدام أدوات حروب الجيلين " الرابع والخامس " ، وتشويه الواقع وغمس الحقائق بالأكاذيب ، حتى تضرب صفوف المصريين ، وتهدد أمن واستقرار البلاد .. 

 

وفي الفترة الأخيرة ، تم توثيق أكثر من محاولة للإرهابية ، لتضليل المصريين عبر منصاتها الاجتماعية وعملائها في الداخل والخارج، بهدف الوقيعة بين الشعب ومؤسساته، وقد جاءت هذه المحاولات تزامنًا مع جهود الدولة والمفكرين والمثقفين والكتاب لتنمية الوعي المجتمعي وتعميق الانتماء الوطني وخاصة لدى الشباب.


  وكان آخر هذه المحاولات، هي التسريب الصوتي "المفبرك" الذي أذاعه الإخواني الهارب عبدالله الشريف ، بهدف زعزعة أمن واستقرار الوطن والنيل من مقدراته، والتأثير على العلاقة الوطيدة التي تربط ما بين الشعب والجيش على مر العصور والتاريخ ، خاصة بعد نجاحه في حماية الشعب المصري من حكم جماعة الإخوان الإرهابية في ثورة 30 يونيو 2013 ، وما تلا ذلك من عمليات أمنية ناجحة لمواجهة الإرهاب ودحر أوكاره وخاصة في سيناء.


 والحقيقة التي لا شك فيها، أن هذا التسريب "المفبرك" أو هذه الشائعة الكاذبة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تخرج علينا بين الحين والآخر، يحاول من خلالها عناصر الجماعة الإرهابية زعزعة الأمن العام وزرع سموم التشكيك في كل الخطوات والإنجازات التي تحققها الدولة وقيادتها السياسية.


 والحقيقة الأخرى التي أود الإشارة إليها، هي أنه بالرغم من السعادة البالغة التي أشعر بها، لما قام به جهاز الأمن الوطني المصري من سرعة ضبط الجناة الذين قاموا بتسريب المكالمة المفبركة لإحدى مؤسسات الدولة ، مما يدل على قوة أجهزتنا الأمنية ويقظتها .. إلا أن سعادتي أكبر بوعي المصريين في رفض هذه الأكاذيب ، لأنها تعطينا الثقة وتجدد لدينا الأمل في أن ما نقوم به من جهود كدولة ومؤسسات وكتاب ومفكرين ومثقفين وأعضاء نواب وشيوخ لزيادة الوعي الوطني والمجتمعي ، قد آتت بعض ثمارها في معركة طويلة يجب أن تستـمر حتى يتحقق لنا النصر على هذه العناصر الإجراميـــة التي لا تريد الخير لمصر وشعبــها.


  بالمقابل، لا يجب أن يغيب عن وعينا، أن هذه المرحلة تتطلب من الدولة ومؤسساتها أن تكون منسجمة مع الأفراد والشباب ، وأن تكون الصفوف متراصة ومتوازنة حتى لا يتم مفاجأتها بإحدى الأكاذيب أو الشائعات أو التسريبات المفبركة ومحاولة نشرها على نطاق واسع.


ويجب التأكيد أيضًا، أن كل شخص أو جماعة تقوم باختلاق أخبار كاذبة، يكون الهدف منها تشويه صورة الدولة أو من يمثلها هو بمثابة حرب ، وأن من يقوم بها متعمدًا هو بمثابة عدو، وعلى هذا الأساس على المجتمع أن يكون يقظًا وحذرًا من كل الذين ينفثون السموم من أجل تشويه أفكار الشباب بالأخبار الكاذبة، كما تستوجب عليه الظروف الراهنة أن يكون متماسكًا ومنسجمًا مع مطالب وتوجهات الدولة من أجل أن نربح جميعًا الرهان... رهان النجاة والنجاح والتقدم والخير لهذا الوطن الغالي.


  وفي هذا السياق، فإنني أطالب باستمرار جهود وحملات الوعي وكشف الحقائق من قبل مؤسسات الدولة الرسمية والمسئولين لزيادة وعي الشباب والمواطنين بالحقائق، وعدم السماح لخلق بيئة تسمح بازدياد الشائعات أو انتشارها ، مع ضرورة التركيز على قضية الوعي بمفهومها الشامل .. فهي طوق النجاة في كل الأزمات والمعارك التي يخوضها الوطن.


  وأحمد الله، أن جهودنا لم تذهب سدى ، وأن كل ما نكتبه أو نعبر عنه هو لأجل الوطن وأمنه واستقراره، وليكن هذا التسريب "المفبرك" دافعا وحافزا جديدا للمضي قدمًا في خوض معركة الوطن "معركة الوعي" .. حفظ الله مصر وقيادتها وجيشها وشعبها من كل سوء.