"دلوعة السينما والمسرح" ملامح شقراء ولكنها مميزة تعتقد معها أنها فتاة أجنبية تتحدث العربية بطلاقة و "دلع" الا أنها بالفعل فتاة مصرية أتقنت لغات أجنبية ودخلت إلى الشهرة من أوسع أبوابها وأصبحت من أشهر الفنانات متعددة الأعمال، إنها الفنانة ميمي شكيب التي أمتعت جمهورها بأعمالها.
من حياة الشهرة والتهافت من المنتجين والمخرجين عليها تحولت حياتها لجحيم مفاجئ تحديدا عام 1974 اي قبل 47 عاما من الآن عندما كانت تستعد لعرض فيلم جديد لها الا انها فوجئت بقوات الأمن تلقي القبض عليها وبرفقتها 8 فنانات أخريات اعتدن المكوث بشقتها بتهمة "الدعارة".
قضية الآداب الكبرى أو ما اشتهرت به حينها "الرقيق الأبيض" كانت اقوى مفاجأة للوسط الفني والجماهير في تلك الفترة حيث كانت تضم عددا كبيرا من الفنانات متهمات بممارسة الدعارة مع راغبي المتعة الحرام خاصة الأثرياء والخليجيين بزعامة "ميمي شكيب".
في 24 يناير اقتحمت قوات الأمن شقة ميمي شكيب وألقت القبض عليها برفقة 8 فنانات ورجل عربي الجنسية، محضر الضبط الذي تحرر حينها ذكر أن تحريات الإدارة العامة لمباحث الآداب أفادت بوجود شبكة دعارة تقودها الفنانة ميمي شكيب.
فور القاء القبض عليها انتشرت الصحف بعناوين "اقرا الفضيحة.. ضبط الفنانة ميمي شكيب وأشهر الفنانات في شبكة دعارة"، وصدح صوت بائعي الصحف في شوارع وضواحي القاهرة، بهذا العنوان مما جعل الناس يتسابقون على شراء الجرائد ومطالعة تفاصيل القضية المثيرة والتحقيقات فيها بفضول شديد، حيث كانت تلك القضية هي الأولى من نوعها.
أصدرت جريدة "المساء" في العدد رقم 6271، في الثالث والعشرين من يناير 1974، تفاصيل القضية حيث انفردت الجريدة بمتابعة أحداثها.
وذكرت الصحيفة أنه: "في صباح اليوم محاكمة أفراد شبكة "الرقيق الأبيض" التي تتزعمها الفنانة الشهيرة أمينة شكيب الشهيرة بميمي شكيب وتضم ثماني فنانات بينهن آمال رمزي وسامية شكري وزيزي مصطفى وناهد يسري ومجموعة من النساء من خارج الوسط الفني، وكانت زعيمة الشبكة تدير نشاطها داخل وخارج مسكنها بدائرة قصر النيل، فتقدم لراغبي المتعة الحرام عضوات الشبكة، وتبين أن أغلب المتعاملين معها من الأقطار العربية".
ظلت مجريات وتفاصيل القضية تتصاعد وتيرتها، لمدة ستة أشهر حتى قررت المحكمة في 16 يوليو 1974 تبرئة ميمي شكيب وكل عضوات الشبكة، مستندة في حكمها على عدم إلقاء القبض عليهن وهن في حالة تلبس بينما أثناء جلسة عادية لشرب القهوة.
وخلال المدة التي قضتها في السجن أصيبت بالصمم والبكم، لبكائها المستمر.. وبعد خروجها من القضية لعدم كفاية الأدلة ابتعد عنها المخرجون وتهرب منها الفنانون، عانت "ميمى" بعد خروجها من السجن من اضطرابات نفسية، الأمر الذى دفعها لدخول مصحة نفسية للعلاج، ورغم حصولها على البراءة إلا أنها ابتعدت كثيرا عن الأضواء فلم تقدم إلا أعمالا قليلة وكان آخر أفلامها السلخانة عام 1982، ونتيجة لظروفها السيئة اضطرت لأن تقدم على معاش استثنائي من صندوق معاشات الأدباء والفنانين بوزارة الثقافة.
وفي نهاية مأساوية فوجئ جمهورها في 20 مايو عام 1983بخبر وفاتها - وقيل مقتلها - حيث وقعت من "شرفة" بلكونة منزلها، ويموت سر وفاتها معها وتقيد القضية ضد مجهول.