قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

حرب على الأبواب وأوكرانيا كلمة السر .. هل توقظ جيوش الناتو العملاق الروسي من سُباته؟

أرشيفية
أرشيفية
×

بلغ التوتر القائم بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ذروته خلال الفترة الماضية، على خلفية اتهامات يوجهها الغرب إلى روسيا بالتخطيط لغزو أوكرانيا، وتكرار سيناريو ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.

ولم يكتف الناتو وروسيا بالحرب الكلامية بينهما، إذ وصل الأمر إلى حوادث في الجو والبحر كادت أن تتسبب في نزاع محتمل بين قوتين عسكريتين هائلتين، يمكن أن يُطيح بأوروبا بأكملها.

- ماذا يحدث؟

تواجه روسيا منذ شهر أكتوبر الماضي، اتهامات من قبل الغرب بأنها تقوم بحشد قواتها العسكرية استعدادا لغزو جارتها أوكرانيا، لكن الكرملين قال إن لموسكو مطلق الحرية في تحريك قواتها العسكرية داخل حدودها.

وإثر ذلك، كثف حلف الناتو من طلعاته الجوية ودفع بقطعه البحرية في البحر الأسود، في إشارة تحذير لروسيا بأنه سيتصدى لها إذا أقدمت على غزو أوكرانيا، لكن تحركات الحلف أغضبت المسؤولين في موسكو، الذين لوحوا باتخاذ إجراءات مضادة على ما وصفه بـ "الاستفزازات".

كما تعد مسألة انضمام أوكرانيا وجورجيا لحلف الناتو، أمرا حساسا بالنسبة لروسيا، التي ترى في انضمام تلك الدولتين للحلف تهديدا لها بل وحصارها من قبل الحلف العسكري الذي يضم 30 دولة، حيث حذر الكرملين مرارا من مغبة انضمام أوكرانيا للناتو، لكن الأخير يرى أن هذا القرار قرار سيادي يعود لكييف وحدها.

فلاديمير بوتين

- اعتراض طائرات وتحذيرات من تجاوز الخطوط الحمراء

على مدار الأشهر الماضية، اعترضت روسيا عددا كبيرا من الطائرات التابعة لحلف الناتو، وطائرات أمريكية اقتربت من حدودها، وقد تتعدى عمليات الاعتراض التي جرت خلال العام الماضي نحو المائة عملية.

كما امتد التوتر إلى البحر الأسود، وذلك بعد دفع حلف الناتو بقوات عسكرية، على خلفية اتهامات موجهة لروسيا باحتمالية غزو أوكرانيا، وحشدها قوات عسكرية على الحدود مع كييف.

وفي نوفمبر الماضي، حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من أن تحليق قاذفات الناتو على بعد 20 كم من الحدود الروسية هو أمر يتجاوز الخطوط الحمراء لروسيا.

وقال بوتين خلال اجتماع مع مسؤولين من وزارة الخارجية الروسية، إن "قاذفات حلف الناتو تحلق على مسافة 20 كيلو مترا من حدودنا، ومن المعروف أنها تحمل أسلحة خطيرة للغاية".

وأضاف بوتين أن الغرب يتعامل باستخفاف مع تحذيرات روسيا بعدم الاقتراب من حدودها، محذرا من أن ذلك يجبر روسيا على اتخاذ إجراءات لضمان أمنها.

ينس ستولتنبرج

- الناتو يهدد روسيا برد صارم في حال غزو أوكرانيا

وجه حلف الناتو على لسان الأمين العام، ينس ستولتنبرج، تحذيرات عديدة لروسيا من مغبة استخدام قدرتها العسكرية ضد أوكرانيا.

وقال ستولتنبرج في تصريحات صحفية سابقة: "نرى أسلحة قوية ودبابات وآلاف الأفراد العسكريين محتشدين على الحدود الروسية الأوكرانية. نراقب الوضع بقلق وندعو روسيا إلى خفض التصعيد والتوترات، وإذا استخدمت روسيا القوة فستكون هناك عواقب".

وأكد ستولتنبرج أن الحلف مستعد للحوار مع روسيا من خلال مجلس "روسيا-الناتو"، في ظل التوتر القائم بشأن أوكرانيا، قائلا "الحلفاء مستعدون للحوار مع روسيا من خلال مجلس الناتو - روسيا، لأن الحوار مهم في ظل هذه الأوضاع".

وأضاف "الدعوة ما زالت قائمة، ولكن لا تساوم على حرية الدول في تقرير مستقبلها"، مشيراً إلى أن "أوكرانيا لديها الحق في الدفاع عن نفسها وتدريب الناتو للقوات الأوكرانية وتزويدها بمعدات لا يمثل تهديداً لروسيا".

فلاديمير زيلينسكي

- ماذا تقول أوكرانيا؟

تتمسك أوكرانيا بالانضمام لحلف الناتو، منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم التي كانت تحت السيادة الأوكرانية إلى أراضيها، حيث ترى كييف أن انضمامها للحلف يوفر لها الحماية من أي "عدوان محتمل" من قبل موسكو.

ومع ذلك، ترى أوكرانيا أن أزماتها مع روسيا يمكن حلها دبلوماسيا، حيث قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في مؤتمر صحفي ببروكسل مع الأمين العام لحلف الناتو، اليوم الخميس، إن "الاتحاد الأوروبي والناتو يتفهمان الوضع في أوكرانيا ولا أحد يرغب بخيارات تزهق أرواحا كثيرة"، مضيفا "نعتقد أن الحوار الدبلوماسي سوف ينجح في حل الأزمة".

وأضاف "أرحب بدعم الناتو لأوكرانيا، وما يحدث في دونباس والبحر الأسود وأوكرانيا يجب أن يعتبر ابتزازا من قبل روسيا.. نحن ندرك ثمن الصراعات ومن المهم أن تفهم روسيا أيضا هذا الثمن".

وتابع ""أؤكد أن لنا الحق في تقرير مستقبلنا بشأن الانضمام للناتو.. أوكرانيا ترى نفسها عضوًا في حلف الناتو منذ سنوات، لا سيما بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم في 2014 وهو ما دفع كييف إلى حلف الناتو".

أرشيفية

ضمانات أمنية

في محاولة لرأب الصدع والحيلولة دون وقوع صراع محتمل، أعلنت روسيا أمس، عن تسليم مسودة مقترحات إلى مساعدة وزير الخارجية الأميركي، كارين دونفريد، التي كانت في موسكو أمس، تشمل عدة مطالب روسية لتهدئة التوتر بين الناتو وموسكو.

وتصر موسكو على إعداد ضمانات أمنية في فترة زمنية محددة، وستقدم مقترحا شاملاً بشأن الضمانات الأمنية القانونية استعداداً لجولة جديدة من الحوار حول الاستقرار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إنه في حال لم يستجب الناتو والولايات المتحدة لمطلب روسيا بضمانات أمنية، فقد يؤدي ذلك إلى جولة جديدة من المواجهة.

وتريد موسكو الحصول على ضمانات، بأن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي؛ لكن القوى الغربية تقول إن سيادة أوكرانيا يجب أن تُحترم.

وفي وقت سابق، أشار المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس إلى أن واشنطن تلتزم بسياسة الباب المفتوح فيما يتعلق بتوسيع الناتو، وهو ما يبدو محاولة لشرعنة انضمام كييف إلى الحلف، وهو ما يرى فيه خبراء روس محاولة أميركية للتوسع الجيوسياسي والعسكري، وفي نفس الوقت، إلقاء مسؤولية تصعيد الموقف حول أوكرانيا على موسكو.

ومن الأهمية بمكان التذكير بأن رفض توسيع الناتو إلى الشرق كان قد وثق في العديد من مذكرات التفاهم بين الاتحاد السوفياتي السابق والبلدان الغربية، في سياق مناقشة قضية إعادة توحيد ألمانيا عام 1990.

وفي هذا السياق، كان الزعيم السوفياتي ميخائيل جورباتشوف تلقى وعودا بهذا الخصوص من الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران، والمستشار الألماني السابق هيلموت كول، ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر. لكن هذه التفاهمات والوعود لم يتم توثيقها في اتفاقيات مكتوبة.

وبحسب تقديرات لخبراء روس، قد تزيد موسكو من عدد قواتها على الحدود، وقد تلجأ لتغييرعقيدة الضربة النووية، وذلك في حال عدم مقدرة الأطراف على التوصل إلى الاتفاقات والتفاهمات المطلوبة.

وأعلنت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية السويسرية، ليا زورشر، اليوم الخميس، أن بلادها مستعدة لتوفير مكان للمفاوضات بين ممثلي روسيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية، حول موضوع الضمانات الأمنية، إذا لزم الأمر.

وقالت زورشر للصحفيين، في هذا الصدد: "سويسرا مستعدة لتقديم خدماتها، في حال كانت مفيدة ومرغوبة. وهذا يشمل أيضًا دور منظم أو منسق المناقشات والاجتماعات".

وأضافت بأن وزارة الخارجية السويسرية لا تعلق على طلبات محددة لأسباب تتعلق بالسرية.