شروط قبول العبادة.. خلق الله تبارك وتعالى الإنسان وأراد منه العبادة إلا أن تحقيق تلك العبادة يتطلب شروطا، فما هي شروط قبول العبادة، التي يجب أن يحرص عليها كل مسلم ومسلمة كي لا يحبط عمله فيكون في الآخرة.
شروط قبول العبادة
والعبادةلغة أي التذلل والخضوع والانقياد، أما في الاصطلاح فتعني كل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال سواء أكانت ظاهرة أم باطنة، وهي متنوعة ما بين الفروض والنوافل وغيرها، ويشترط لقبولها أمور عدة منها:" الإسلام، الإخلاص، والاتباع".
يقول إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي وزير الأوقاف الأسبق في بيان مفهوم العبادة، إن أرسل الرسل والأنبياء ليصححوا العقيدة في قمتها وأن يجعلوا الناس يؤمنون بإله واحد، وهذا هو معنى العبادة، لكن السطحيون أرادوا جعل الإسلام مجرد طقوس معزولة عن الحياة، ونقول لهن الإسلام حين دخل في حركة الحياة غزا الدنيا كلها، وجعل البدو الأميين يطيحون بالنظم والحضارات التي عرفها العالم القديم ليبنوا حضارتهم.
وشدد على أن العبادة معناها أن يطيع العابد أوامر المعبود، والتي تتمثل في افعل ولا تفعل، وما لم يرد في افعل ولا تفعل فهو مباح، ونقول لهم أيضاً أن العبادة هي كل أمر صادر عن الله فلا تعزلوا الإسلام عن الحياة وهو من جاء لها، أما الطقوس هي أركان بني عليها الإسلام.
لافتاً إلى أن العبادة هي كل حركة في الحياة، فالحق سبحانه وتعالى يقول "إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع" فأخرجهم إلى صلاة جامعة ومن بعدها أمرهم بالعودة إلى البيع، باعتباره قمة الحركة للحياة سواء كانت زراعة أو تجارة أو صناعة
شروط قبول العبادة
وفي بيان شروط قبول العبادة، قالت دار الإفتاء المصرية، إن الإسلام اهتم بالطهارة، فمن شرط قبول العبادة أن يكون الإنسان طاهرًا نظيفًا، مضيفة أن النظافة والطهارة تمثلان سلوكًا دينيًا وحضاريًا، لذا اهتم الإسلام بهذا الأمر حتى جعل الطهارة شرطًا في قبول العبادة.
وأشارت الإفتاء إلى أنالكثير من الناس يفعلون العبادات والطاعات لله تعالى دون معرفتهم بشروط قبول تلك الأعمال، فإن الأعمال الصالحة لها 3 شروط حتى تكون مقبولة عند المولى عز وجل، وهي:
الشرط الأول: الإسلام: أن يكون الشخص الذي قام بالعمل هو مسلم مستسلم لله عز وجل، طائعا له ملتزما بأوامره، منته عن نواهيه، أما إذا كان الشخص كافرا وقام بأعمال صالحة مثال تبرع بمال أو انشأ مدارس أو مستشفيات فان الله لا يقبل عمله، لكن يعجل له الجزاء في الدنيا فيرزقه في الدنيا لكي لا يبقى له شيء في الآخرة.
الشرط الثاني: الإخلاص: ومعناه أن يكون العمل خالص لوجه الله عز وجل وابتغاء الأجر والثواب منه وحده لا يبتغي الأجر من أي أحد سواه وهذا من أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في صاحب العمل حتى يُقبل عمله عنده تعالى وعلى العكس إن لم تتوفر في الإنسان هذه الصفة لم يتقبل منه عمله بل أصبح أيضا حسرة وندامة عليه يوم القيامة وذلك لأن كل عمل لغير الله عز وجل ينقلب على صاحبه ويكون عليه حجة يوم القيامة.
الشرط الثالث: الإتباع: ومعناه إتباع سنة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتصديقه في كل ما جاء به والتصديق على أنه لا ينطق عن الهوى وأن كل ما جاء به من عند الله، وإتباعه -صلى الله عليه وسلم- في صورته وسيرته وسريرته صدق الإتباع ينبع من داخل الإنسان، فيجب على الإنسان أن يكون ذو قلب صادق حتى تتحقق فيه هذه الصفة التي تكون سببا في قبول العمل عند الله تبارك وتعالى.
شروط قبول العبادة
فيما يذهب الشيخ عبد السلام عبد المنصف، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى عندما فرض علينا العبادة، في قوله: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، وضع شرطا أساسيا لقبول العبادة.
وأضاف "عبد المنصف"، خلال تقديمه برنامج "رسائل ربانية" على فضائية "النهار"، أن شرط قبول العبادة هو الإخلاص، أي القيام بالعمل خالص لوجه الله سبحانه وتعالى دون النظر للشهرة أو قبول الناس، فالله سبحانه وتعالى يقول: "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ".
وتابع، أن من ذهب للصلاة في المسجد، ونيته خبيثة وليست صافية لله سبحانه وتعالى، فهو يريد أن يتحدث عنه الناس ويقول إنه رجل صالح ويُصلي، بينما العبادة لا بد أن تكون لطلب رضا الله وحده.
شروط قبول العبادة
كما شدد الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على أن هناك علامات إذا تحققت يجب على أي شخص أن يعلم جيدًا أن الله عز وجل تقبل عمله.
وأضاف «جمعة»، خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، أن من أبرز هذه العلامات هي كون الفعل أو العمل الذي قام به الإنسان حدث بالفعل وحقق نتائجه الطيبة، إلى جانب استمرارية هذا العمل، خاصة أن الله عز وجل إذا أراد عدم تقبله فإن هذا العمل لن يستمر.
وأشار إلى أنه كلما استمر الإنسان في العبادات مثل المواظبة على الصلاة وغيرها من العبادات، فإنها إشارات على قبول هذه العبادات، خاصةً أن الاستمرار في العبادة من شروط قبول العمل الصالح.