كنتاكي الأمريكية ومأساة الأعاصير.. بحث مستمر عن المفقودين واختفاء 75% من إحدى مدنها

أصبح الأشخاص الذين مُزقِت حياتهم خلال لحظات جراء الأعاصير ، التي ضربت 6 ولايات أمريكية خلال عطلة نهاية الأسبوع ، يتعاملون الآن مع واقع جديد، يبحثون عن الاحتياجات الأساسية من الغذاء والمأوى وهم محاطون بالدمار والشك بشأن مصيرهم ومصير عائلاتهم وجيرانهم.

ففي مدينة داوسون سبرينجز الصغيرة التي تقع غرب ولاية كنتاكي، قال رئيسها كريس سمايلي: "تم القضاء على حوالي 75٪ من المجتمع وحل محله الفوضى".

وأضاف سمايلي، الذي يعيش في المدينة منذ 63 عامًا: "إنه أسوأ شيء رأيته في حياتي.. إنه مجرد أمر مدمر".

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن اليوم الإثنين، حالة الكوارث القصوى في ولاية كنتاكي بسبب الأعاصير.

وصنف بايدن، ولاية كنتاكي، "منطقة كارثة كبرى" إثر مقتل العشرات فيها بالأعاصير التي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية.

ونتجت عواصف مدمرة عما لا يقل عن 50 إعصارًا تم الإبلاغ عنها في ثماني ولايات أمريكية، وفقًا لمركز التنبؤ بالعواصف التابع للخدمة الوطنية للأرصاد الجوية.

وقال مدير إدارة الطوارئ في كنتاكي، مايكل دوسيت، إن فرقًا من الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA) متواجدة في الولاية.

فيما وصف حاكم كنتاكي آندي بشير، الإعصار بأنه أشد إعصار يضرب الولاية في تاريخها، مضيفًا أن أكثر من 300 جندي من الحرس الوطني في الخدمة بتسع مقاطعات.

وذكر مسؤول الطوارئ في مقاطعة هوبكنز، أمس الأحد، أن قائمة الأشخاص المفقودين في داوسون سبرينجز تحتوي على أكثر من 100 اسم، لكنهم يأملون أن يكون معظم هؤلاء أشخاصًا غادروا المدينة لكنهم لم يسجلوا الوصول بعد.

من جانبه، قال نيك بيلي، مدير إدارة الطوارئ في مقاطعة هوبكنز، إنه بينما استمرت جهود الإنقاذ الأحد، لكن لم يتم انتشال أي ناجِ من تحت الأنقاض، مؤكدا "اختفاء مدينة بأكملها تقريبًا في هذه المرحلة".

وذكرت إحدى الناجيات وتدعى إيريكا ستيب لشبكة "WZTV" التابعة لـ"سي إن إن" وهي تنتقي ما تبقى من منزل أختها في داوسون سبرينجز: "يمكنك استبدال منزل، يمكنك استبدال الأثاث.. الملابس، لكن لا يمكنك استبدال الذكريات والصور".

ومن أجل المأوى، أقام الصليب الأحمر الأمريكي ثمانية ملاجئ في كنتاكي، مقدمًا الإغاثة لما يقرب من 200 شخص.

وقال بشير في مؤتمر صحفي بعد ظهر أمس الأحد، إنه تم أيضًا افتتاح العديد من حدائق الدولة لمساعدة العائلات التي فقدت كل شيء، مؤكدا "نحن نستقبلهم.. ونحاول أن نضمن للجميع إقامة لمدة أسبوعين، لذا فهم غير قلقين بشأن الغد، القلق الذي ينتابهم يأتي بشأن العثور على أقاربهم، والتأكد من أن أطفالهم لديهم ما يكفي من الطعام".