EN 
قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن الآية 233 في سورة البقرة شيء معجز حيث جمعت كل ألوان البلاغة في هذه الآية.
وأضاف «الجندى» خلال تقديمه ببرنامج «لعلهم يفقهون»، أن كل أنواع البلاغة التى سمعتها فى فتراتك الدراسية تجمعت فى آية واحدة الآية 233 فى سورة البقرة، وكانت نيتى أن تستوقفنى كلمة واحدة فى الآية «وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أن اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» كل أسرة لابد أن تعرف معنى هذه الآية الكريمة.
وواصل: الآية السابقة فيها كل الإعجاز اللى ممكن تشوفه فى حياتك من آيات تشريعية، المولى -سبحانه وتعالى- يقول الوالدات يرضعن أولادهن فما المقصود بالوالدات هل المقصود المتزوجات أم المطلقات والعلماء لهم رأيان يقولون الوالدات صاحبة الولد سواء أكانت متزوجة أم مطلقة، وفريق آخر يقول إن المقصود هنا المطلقات لأن الآية التى تسبها تتحدث عن المطلقات لأنه يتحدث عن أحكام المطلقات فى الإسلام، وأعتقد أن هذا هو الأرجح لنرى كيف ينظم الإسلام توابع الطلاق والقرآن الكريم توقع أن بعض حالات الطلاق ينشأ بسبب بعضها حالات من التصادم والتعارك فكيف يحمى القرآن الطفل هذه الآية وثيقة لحفظ وحماية الرضيع.
ونبه على أن القرآن يحذر من حالة التصادم بين المطلقين وتأثيرها على الطفل لأن المكايدة التى تحدث بين المطلق والمطلقة قد تضر بين الطفل الرضيع هنا يتدخل الشرع.
وفي حلقة سابقة، أفاد بالشيخ خالد الجندي، بأنه عندما نستحضر آيات القرآن الكريم الذي هو الكتاب الوحيد الذي يحول الحروف الناطقة الى صور متحركة مرئية في كل شخصية قرآنية تستطيع أن تتخيلها وتعيش معها.
وأكمل : قوله تعالى "وتجري بهم في موج كالجبال "تصوير يغنيك عن أى خيال جامح، وأيضًا في قوله تعالى" فنادى في الظلمات" سيدنا يونس، كما تستطيع أن تفهم مدى الندم والحسرة والأسف والحزن الذي انتاب سيدنا آدم عليه السلام بعد ما تبين أنه أخطأ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ .
وأردف: سورة المائدة وقصة "قابيل وهابيل" فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ .. و من يتمعن القصص يرى المشهد أمامه بخياله .
وأشار خالد الجندي إلى أن قراءة محمود علي البنا لسورة طه والتصوير الذي فعله في قراءة هذه الآيات هو أعجب وأصدق تصوير صوتي للآيات لأنه يقرأها بشيء خيالي ، عالم من الحفاوة الربانية .
