رغم مرور 4 ايام علي وفاته الا ان ما زال الحزن يسيطر علي أهالي قرية سمادون بمركز اشمون في محافظة المنوفية لوفاة أحد أطفالهم اياد محمد فايد الطالب بالصف الرابع الابتدائي نتيجة الطقس السيء الذي ساد البلاد الأربعاء الماضي.
حالة من الحزن انتابت الجميع وليست أسرة الطفل فقط الذي تملك الحزن علي والده معلم التربية والتعليم محمد فايد الذي ما زال ينعي صغيره يوميا غير مصدقا ما حدث.
اياد صاحب ال 10 سنوات والابن الوحيد لوالده الخمسيني حيث أن لديه شقيقتان وهو الولد الوحيد، حيث قال والده محمد فايد، أن نجله خرج لأداء امتحان اللغة الإنجليزية حيث أنه بالصف الرابع الابتدائي يوم الطقس السيء وعند خروجه سقط عليه جدار من الطابق الرابع أمام منزلهم ليسقط فوق طفله ويحاول الجميع إنقاذه.
وأكد الاب الملكوم، أن نجله صاحب ال 10 سنوات مات في مدخل بيتهم حيث كان قاصدا الذهاب إلى المدرسة بسبب امتحان في اللغة الإنجليزية للصف الرابع الابتدائي ولولا الامتحان ما كنت سمحت له بالخروج.
وتابع، أنه لم يكن موجود لحظة سقوط الحائط من الدور الرابع فوق رأس صغيره، حيث لحق به المستشفى وكان في غيبوبة تامة إلا أنه انتبه لحديثي وفتح عينيه حتى تعجب الأطباء ، مؤكدا أنه تم نقل طفله من مستشفي لأخرى ووقت نقله في سيارة الإسعاف حاول الحديث مع طفله فتح عينيه ونظر إليه ولكن كان قضاء الله نافذ.
وتابع الاب وسط دموعه أن نجله لم يكن مجرد طفل مات في حياة مجرد أب وانما كان صغيره ورجله حيث كان يوصيه بشقيقاته البنات فقد كان سر ابيه وروحه.
واضاف الاب، أن نجله الصغير كان برا به رغم صغر سنه حيث كان يقبل يدى وقدمي وكان يفعل معي ما فعلته مع والدى علي مدار 50 عاما.
ذهب الاب الملكوم الي قبر نجله في ثالث ايام وفاته يبكيه وينعيه في كلمات مؤثرة " رفيق دربي وحشاشة قلبي إياد .. هذه رسالتي الأخيرة إليك .. اليوم هو الثالث على رحيلك .. ولا حداد فوق ثلاثة أيام كما علمتك ..
رزقني الله اليوم زيارة قبرك .. وجدت نفسي أخر ساجدا لله أمام القبر وأبكي وأدعو لك وأناجيك .. أعلم يقينا أنك كنت تسمعني .. غابت الدنيا عني وغبت عنها ولم يردني إليها إلا كأن كفك الحنون الصغير يربت على ظهري كما كنت تفعل .. فأفقت ورفعت من سجودي لربي .. حينها أحسست كأن ماء باردا صب فوق قلبي .. أنت تعلم أني لا أشركك مع الله في قلبي .. فحبنا لربنا هو الأول في قلوبنا ثم لرسولنا ثم لك ولأهلينا كما بنيت فيك ..
ما يواسيني أنك نجحت سريعا في امتحان الدنيا بقلبك الطاهر الخالص النقي .. أما أنا فلا أدري ما يفعل بي غدا .. يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام ، الكريم ابن الكريم ابن الكريم كما أخبر بذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم ، كان له ثلاثة عشر ولدا وأربع بنات على أصح الروايات .. ولما أخذوا منه يوسف ابن الثامنة ظل يبكيه ستا وثلاثين سنة حتى ابيضت عيناه وضعف جسده ، وهو يعلم من ربه أن ابنه مازال حيا .. ويعقوب نبي .. وهو من هو .. وأنا عبد ، لست نبيا ولا وليا ولا من الصالحين .. أعدك يا مهجة فؤادي أن أظل أبكيك ما حييت ، حتي ألحق بك .. ولكني أخاف بشدة ألا أكون معك في الجنة ..
بحق كل ما بيننا اشفع لي عند رب العباد حتى لا أخسرك في الدنيا والآخرة ..وداعا يا صديقي ورفيقي وحبيبي .تبكي عليك عيناي دما وينزف قلبي حزنا وتشتاق إليك روحي حتى ألتقي بك .اللهم إنك كتبت عليه أن تكون درجته عندك درجة الشهيد فارزقني شهادة من عندك أصل بها إلى درجته . وداعا .. ولن أقول إلا ما يرضي ربنا .اللهم اؤجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها .إنا لله وإنا إليه راجعون ".
وكان اللواء مدير أمن المنوفية قد تلقي إخطارا من مركز شرطة أشمون بمصرع طفل بقرية سمادون عقب انهيار جدار منزل عليه.
بالانتقال والفحص تبين مصرع الطفل " ا.ف " 10 سنة، ومقيم بعزبة الشاذلي بقرية سمادون، نتيجة سقوط جدار منزل أثناء لهوه مع الاطفال.
تم نقل الجثمان الي مستشفي اشمون حيث تم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.