رأى الكاتب الكبير نجيب محفوظ الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، منذ أكثر من 50 عاما، أن التراث عنصر أساسي في كل نهضة حضارية، والتراث المصري بشكل خاص، مليئ بالنماذج التي تفيض بالروح والإنسانية العامة، وتدعو إلى عدم التعصب الجنسي والعدالة الإجتماعية.
وقال أديب نوبل في الحوار الذي أجراه معه الكاتب الكبير فؤاد دوارة عام 1962، ونشر في كتاب عشرة أدباء يتحدثون، إن التراث عنصر أساسي في كل نهضة حضارية، غاية ما في الأمر أننا يجب أن تنظر إليه من موقعنا المعاصر.
وأضاف أن تراثنا كما تعلم فيه دين وشعر ونثر وعلم، وقيم كثيرة ممكن أن نستفيد منها، ونربي أولادنا عليها، وفيه أشياء أخرى يمكن أن توصل لعكس ما نريد، فليكن إحياء التراث عاما بالنسبة للدارسين المتخصصين، أما ما ننشره على عامة الناس أعنى على المهندس والعامل والفلاح.. إلخ، فيجب أن يتضمن فيما تتمشى مع العصر، فلا أطبع كتابا يشيد بمدح شاعر لحاكم وتملقه له، أو كتابا يغذي الروح القبلية في الوقت الذي نعمل فيه على مقاومة هذه الروح في صعيد مصر وغيرها من أجزاء الوطن لما تسبب من منازعات وجرائم، بل وحروب أهليه أحيانا.
وتابع محفوظ: يجب أن نشر على القراء أنبل ما في تراثنا، وفيه والحمد لله نماذج تفيض بالروح الإنسانية العامة، وتدعو إلى عدم التعصب الجنسي، والعدالة الاجتماعية، وغير ذلك من القيم العصرية، هذه النماذج هي التي ينبغي أن نسلط عليها الأضواء.