لدقة مواعيد أديب نوبل نجيب محفوظ قدسية خاصة، حيث أنه كان منضبطا بشكل كبير في مواعيده، والتزامه الشديد في اللقاءات، والجلسات التي كان يعقدها مع الحرافيش وأصدقاءه أيضا، وهو ما كشفه كتاب "مقهى ريش.. عين على مصر"، للكاتبة ميسون صقر.
وتقول صقر في الكتاب: "بعض المثقفين يختزلون نجیب محفوظ في انضباطه وعمله لساعات محددة يوميا وعدم الانقطاع عن ذلك، حتى وصفه أحد أصدقائه بالرجل الساعة، وهم بذلك يؤكدون شيئين متناقضين، الأول حبه للكتابة والتزامه بها واخذ نفسه بالقوة حتى يتم فعل الكتابة كما يشاء، لكن الأمر الثاني أن هذه الطريقة تدل على «آلية» محفوظ وحرفيته، وانه يبحث عن الروح التي لم يجدها الا تحت الضغط والتهيؤ للكتابة، حيث ذكر الغيطاني انه حينما كان يتوجه إلى بیت نجیب محفوظ لاصطحابه بالسيارة إلى مكان التقائهم كان الغيطانی ينظر في ساعته ويقول: في السادسة إلا خمس دقائق أنتظر، في السادسة تماما يخرج من باب العمارة، ويقصد أنه اعتاد على دقة مواعيد نجیب محفوظ والتزامه بالوقت.
ويضیف: کان محفوظ يمضي في المقهى ساعتين بالضبط، ثم يغادر إلى منزله كعادته، ومن المعروف عن محفوظ أنه كان يكتب ثلاث ساعات فقط ثم يضع القلم، وقال عنه البعض إنه لا يكمل «الجار والمجرور» إذا انتهى الوقت المخصّص للكتابة، من التزامه.
والناس يتناسون أن نجیب محفوظ تقريبا كان مجبرًا على هذا الفعل، لأنه في فترة ليست بالقصيرة من العام تصل لـ 6 شهور لا يكون قادرا على الكتابة، كما يذكر الكاتب الروائي يوسف القعيد نظرًا لأنه كان مصابًا بحساسية في عينيه، تمنعه من ممارسة الكتابة في فصل الصيف، لذا كان محفوظ مجبرًا على الكتابة بكثافة وانضباط في المتبقي من الوقت.