EN 
تحل اليوم السبت 11 ديسمبر، ذكرى ميلاد الروائي والأديب العالمي نجيب محفوظ، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، الذي ولد في 11 ديسمبر عام 1911، ورحل عن عالمنا في 30 أغسطس عام 2006 عن عمر يناهز 95 عاما.
رحل الأديب العالمي أو فتوة الحرافيش نجيب محفوظ، بعد أن ترك لنا إرثا كبيرا من الأدب نفخر به يوما بعد يوم وننهال منه علما ومعرفة يضيئان لنا الطريق.
وفي التقرير التالي نسلط الضوء على صفحات من حياة سيد نوبل - فتوة الحرافيش _ ابن حارتنا والأديب العالمي نجيب محفوظ:
نشأة نجيب وحياته الشخصية
ولد نجيب محفوظ عبدالعزيز إبراهيم أحمد الباشا في حي الجمالية بالقاهرة، وكان أصغر إخوته، ولأن الفرق بينهظ وبين أقرب إخوته سنا 10 سنوات كانت تعامله الأسرة وكأنه الطفل الوحيد.
وشهد محفوظ ثورة 1919 وهو في عمر 7 أعوام، وأثرت فيه حتى أنه تذكرها فيما بعد في بين رواية القصرين أول الرائعة الثلاثية له.
تزوج نجيب محفوظ في فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952 من السيدة عطية الله إبراهيم وأنجب منها ابنتين أم كلثوم وفاطمة، وأخفى خبر زواجه عمن حوله لـ 10 سنوات، متعللا عن عدم زواجه بانشغاله برعاية أمه وأخته الأرملة وأطفالها.
ولم يكتشف أمر زواجه إلا بعد 10 سنوات من حدوثه عندما تشاجرت إحدى ابنتيه مع زميلة لها في المدرسة، وعرف حينها الشاعر صلاح جاهين بالأمر من والد الطالبة وانتشر الخبر حينها بين المعارف.
وظائف عمل بها أديب نوبل
التحق نجيب محفوظ بجامعة القاهرة في عام 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة، وشرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ثم غير رأيه متجها إلى الأدب.
وانضم إلى السلك الحكومي ليعمل سكرتيرا برلمانيا في وزارة الأوقاف (1938- 1945)، ثم مديرا لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة، وعمل مديرا لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديرا للرقابة على المصنفات الفنية.
كما أنه عمل مديرا لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشارا للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون، وشغل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما، حيث كان آخر منصب شغله قبل تقاعده ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.
وعرف عن نجيب محفوظ ميله الشديد لعدم السفر إلى الخارج، لدرجة أنه لم يحضر لاستلام جائزة نوبل، وأوفد ابنتيه لاستلامها، ومع ذلك سافر ضمن وفد من الكتاب المصريين إلى اليمن ويوغوسلافيا في مطلع الستينات، وسافر أيضا إلى لندن لإجراء عملية جراحية في القلب عام 1989.
سطر الروائي نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للأدب عام 1988، أكثر من 70 رواية طوال حياته الأدبية، إلا أن إحدى تلك الروايات تسبب في تعرضه لمحاولة اغتيال، وهي رواية "أولاد حارتنا"، الذي أثارت جدلا واسعا منذ نشرها لأول مرة في بيروت عام 1962، ولم يتم نشرها في مصر حتى أواخر عام 2006، وتعتبر "أولاد حارتنا" الأكثر جرأة حيث تناولها للذات الإلهية، وتحدث في تلك الرواية عن الظلم الإلهي الذي حل بالبشر خاصة الضعفاء.
محاولة اغتيال نجيب محفوظ
تعرضت الرواية أولاد حارتنا للهجوم الشديد من قبل الإسلاميين الذين اتهموا نجيب محفوظ بـ الإلحاد والردة، وهذا ما عرض الأديب المصري لمحاولة اغتيال عام 1994 نجى منها رغم أنه أصيب خلالها بطعنه في رقبته.
استمد نجيب محفوظ الروح الأدبية المبدعة من الأديب الكبير " توفيق الحكيم"، وصرح نجيب محفوظ في إحدى اللقاءات الإذاعية التي سجلت معه في بيته احتفالا بميلاده، بحضور الأديب الكبير توفيق الحكيم، أن أقرب كتب توفيق الحكيم إلى قلبه هما "أهل الكهف ، وعودة الروح" ، لأنهم عاشو معه، واقتربوا من وجدانه بشكل كبير.
وقال نجيب محفوظ "اعتبر روحي تكون كأديب من "عودة الروح".
ولم تتجه السينما المصرية إلى الاعتماد على الاقتباس من الأدب ولروائي إلا في بداية الخمسينات، ولم يبدأ اقتباس روايات نجيب محفوظ إلا في فترة لاحقة أول الستينات، ورغم أنه كان قد كتب 11 رواية، لكنه صرح في مقابلة تلفزيونية: "ظللت مدة طويلة أعمل سيناريوهات، لكن السينما لا تعمل لي أي عمل لرواياتي الأصلية بالرغم من وجودها، وكانت رواية بداية ونهاية أول رواية تنفذ لي في السينما، بعدما التفت فريد شوقي لها، وكان أول من التفت إلى رواياتي"، وبعد ذلك حولت معظم روايات محفوظ إلى أفلام.
ويعتبر الفنان نور الشريف وشادية أكثر من شاركا في أفلام ومسلسلات مقتبسة عن روايات نجيب محفوظ، حيث شارك نور الشريف في أكثر من 10 أفلام ومسلسلات.
وأما كتاب السيناريو، فكان أكثرهم ممدوح الليثي بسبعة أفلام، ثم مصطفى محرم بستة أفلام، أما من المخرجين حسن الإمام، وحسام الدين مصطفى.
ويرى بعض النقاد أن الأفلام المقتبسة عن روايات نجيب محفوظ أكثر نضجا من الأفلام التي كتب لها السيناريو بنفسه.
محفوظ والحارة المصرية
كان محفوظ من أكبر وأهم الكُتاب الذي سردوا حكايات الحارة المصرية في قصصهم ورواياتهم، التي بدأها برواية "القاهرة الجديدة" التي تحولت بعد ذلك إلى فيلم "القاهرة 30" للمخرج صلاح أبو سيف والفنانة سعاد حسني، وتوالت بعدها أعماله عن الواقعية المصرية، مثل خان الخليلي، وزقاق المدق، والسراب، بداية ونهاية، ثم قدم أشهر أعماله "ثلاثية القاهرة" وهي: "بين القصرين - 1956، قصر الشوق - 1957، السكرية - 1957".
وبمناسبة ذكرى ميلاده أصدرت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، قراراً باستقبال زوار متحف نجيب محفوظ مجاناً، اعتبارا من السبت 11 ديسمبر ولمدة أسبوع ، متضمنا الثلاثاء الذي يعتبر أجازة المتحف.
وتحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم يقيم قطاع صندوق التنمية الثقافية العديد من الفعاليات، حيث تنطلق الفعالية الأولى، في الواحدة ظهر الأحد ١٢ ديسمبر من متحف نجيب محفوظ بتكية "محمد أبو الدهب" بجوار الجامع الأزهر، وتتضمن معرضا وثائقيا يقام للمرة الأولى، ويعقبه ندوة عن كتاب " بخط اليد وعلم الوصول.. تاريخ جديد للسيرة المحفوظية" لمؤلفه طارق الطاهر.
كما تشهد مكتبة مصر العامة ببورسعيد في السادسة مساء الخميس 23 ديسمبر، معرض " نجيب محفوظ.. رحلة وثائقية" ويضم أكثر من ٤٠ لوحة تجمع بين مسيرته الوظيفية والثقافية، ويعقب المعرض ندوة يتحدث فيها الكاتب طارق الطاهر ويديرها الأديب أسامة كمال .
كما تستضيف سينما الهناجر" بساحة الأوبرا" التابعة لقطاع صندوق التنمية الثقافية في الفترة من الأحد 12 ديسمبر وحتى الخميس 16 ديسمبر، سلسلة من الأفلام المستوحاة من الأعمال الروائية للكُتّاب الحائزين على جائزة نوبل في الأدب من مختلف دول العالم، بالتعاون مع السفارة الكولومبية بالقاهرة، وتنتقل الفعاليات إلى مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية خلال الفترة من 19 وحتى 23 ديسمبر، ويصاحبها افتتاح معرض كاريكاتير بعنوان "نجيب محفوظ بريشة فناني العالم".
