حكايات وأسرار وكواليس عديدة تحملها الجهود التى تبذلها الأجهزة المختلفة لتنفيذ مشروعات تنموية أو خدمية كانت تقام هنا أو هناك.
وفي هذا الإطار نلقى الضوء عبر منصة " صدى البلد " عن حكايات وأسرار وكواليس إنشاء بناء خزان سد أسوان والتى بدأت منذ القرن الحادي عشر، عندما قام الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله باستدعاء المهندس العربي "ابن الهيثم" إلى مصر لتنظيم فيضان النيل، وبعد عمل "ابن الهيثم" الميداني، أقنع الخليفة الفاطمي بعدم جدوى هذا المشروع، حتى إنه من شدة خوف "ابن الهيثم" من غضب الخليفة، تصنع الجنون، وجعله ذلك تحت الإقامة الجبرية من عام 1011 حتى وفاته في عام 1021، وهي الفترة التي كتب فيها كتابه المؤثر عن "البصريات".
وأقرأ أيضاً:
ولكن بعد مرور زمن ليس بالقليل قام الخديو عباس حلمي الثاني آخر خديو لمصر والسودان بوضع حجر أساس لإنشاء خزان عند أسوان على نهر النيل، عند الشلال الأول للنهر بمصر، في عام 1899، لينتهي بناء أكبر سد في العالم في مصر بعدها بـ 3 سنوات وتحديدا في يوم 10 ديسمبر من العام 1902، لتخزين مياه الفيضان السنوية، وزيادة تدفقاتها خلال موسم الجفاف، للسيطرة بشكل أكبر على نظم الري، في الأراضي الزراعية التي كان يغرقها الفيضان قبل بناء السد.
وبدأت الإستعدادات الجادة لهذا العمل الضخم، وقد واكب ذلك نهضة عمرانية كبيرة شهدتها مدينتنا أسوان لأول مرة عندما استدعى الخديوي عباس حلمي الثاني خبراء من ايطاليا للتخطيط لإقامة أسوان الحديثة لوضعها ضمن المناطق السياحية العالمية وتم التخطيط ثم تنفيذ المخططات حتي عام 1913 مثل: الأورطة العسكرية والإسبتالية (المستشفي الميري) والمدرسة الابتدائية ومدرسة الصنايع بشارع الكورنيش القديم - مركز البوليس وقصر المأمور - محطة السكة الحديد - كورنيش النيل - محطة كهرباء لإنارة المدينة ( وابور النور) ومنها أيضا فندق جراند هوتيل وفندق سافوي بجزيرة أسوان الذي أصبح مقراً لمهندسي خزان أسوان والملاحظ أن أغلب هذه المباني يجمعها طراز واحد وأخيراً.
ويصل طول خزان أسوان 2141 مترا، وعرض 9 أمتار ويضم 180 بوابة، وهو مبني من حجر الجرانيت فوق صخور شلال أسوان ليكون أكبر سد شيد في العالم في ذلك الوقت ، وعلى الرغم من بناء سد أسوان الأول ثم تعليته مرتين بعد ذلك ، حيث تم بدء العمل في التعلية الأولى في عام 1912 ، ثم تم العمل في التعلية الثانية له في عام 1934 .