قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بعد استخراج تابوت أثري ضخم من باطن الأرض بعين شمس.. تعرف على تاريخ المدينة منذ العصر الفرعوني وحتى العصر الإسلامي

بقايا مقبرة بانحسي، عين شمس -تصوير عليا نصّار
بقايا مقبرة بانحسي، عين شمس -تصوير عليا نصّار
×

تحاول الجهات المختصة استخراج تابوت أثري ضخم من باطن الأرض بعدما نقبت عنه إحدى عصابات التنقيب عن الآثار بمنطقة عين شمس، وسط تأمين مكثف لقوات الأمن.

من هنا مرّ السيد المسيح

"مُباركة أنتِ في السماء ومباركة أنتِ ثمرة بطنك"

في أقصى شمال مدينة القاهرة وتحديدًا في حي المطرية، كُتبت هذه العبارة على السور الخارجي لشجرة السيدة العذراء مريم

فالكثير ممن يعبرون أو يسكنون منطقة المطرية وعين شمس يجهلون ذكريات هذه المدينة التي غيرها الزمن وبدلها لتصبح مدينة منكمشة واهية على نفسها تأن أنينًا قد يسمعه العارفون بتاريخها وتستغيث علها تستعيد ماضٍ أصبح محال أن يعود.

من وادي النطرون أتت العائلة المقدسة البحر وبعد أن عبروه قصدوا الجبل الشرقى وأتوا لمدينة تدعي الآن عين شمس والمطرية، وفي الأصل هي تلك القرية التي نشأت على أنقاض مدينة هليوبوليس القديمة وهي أقدم المدن المصرية التي كانت مركزًا للعبادة الوثنية، وقد سكنها العديد من ملوك فراعنة مصر العظام، وسميت بمدينة "أون" وأما هليوبوليس وقد ذكرت في "أشعيا ١٩/١٨" بإسم مدينة الشمس فهو الاسم الذى أطلقه عليها الإغريق، وقد اشتهرت منذُ القدم بكلياتها الجامعية التي كانت خاصة بكثير من الكهنة المصرين ويدرس فيها جميع فروع العلم والمعرفة، بها تزوج يوسف الصديق من إسنات بنت فوخي فارع "كاهن أون"، بها دون المؤرخ الإغريقي "مانيتون" تاريخهُ عن الأسرات الفرعونية القديمة مستعينًا في ذلك بسجلات ولفائف معبدها التي كانت محفوظة بين أروقته العديدة.

أفلاطون ومؤلفاته الخالدة

قدم إليها أفلاطون الذي جهز فيها مؤلفاته الفلسفية الخالدة، كذلك "صولون" المشرع الإغريقي الذي جمع فيها قوانيه واستخدمها فيما بعد ونشرها في عاصمة بلاده أثينا عند عودته.

تلك البلدة المعروفة بالمطرية عند رحلة العائلة المقدسة كان يسكنها عدد كبير من اليهود وكان لهم معبدًا يسمي "هيكل أونياس" لذلك ذكرها أشعيا بأنها من المدن التي تتكلم لغة أهل كنعان، وعندما زارها الجغرافي الشهير "استرابون" في بداية القرن الأول الميلادي، لم يجد فيها ما يستحق الذكر، مما يدعو إلي الاعتقاد أنها تخربت ولحق بها الدمار، لكن سرعان ما بدات تستعيد شهرتها شرقًا وغربًا بسبب مجيء العائلة المقدسة إلى تلك المنطقة، فعندما رحلت إلى أرض مصر فرارًا من ظلم هيرودس ملك اليهود الذي قال عنه البابا شنودة الثالث:"إن السبب في هروب المسيح إلى مصر هو أن جماعة من المجوس أتوا من المشرق إلى أورشليم بعد مولد المسيح وقالوا أين هو المولود ملك اليهود، فإننا رأينا نجمهُ في المشرق وأتينا لنسجد لهُ فخاف هيرودوس واعتقد أن هذا المولود منافسًا لهُ، فلم يستدل عليه من أطفال بيت لحم فأمر بقتل جميع الأطفال في هذا العُمر".

دخلت العائلة المقدسة مصر واستأنفت سيرها عدة أيام حتي بلغ بهم التعب والإعياء مبلغًا مضنيًا، فاضطروا إلى أن يستريحوا تحت جميزة لتقيهم وطأة الشمس، ربما كانت تلك المنطقة في ذلك الوقت قاحلة، ونظرًا لما حدث من معجزات ذاع صيتها حتي وصلت أخبارها إلي مسامع هيرودس فملأهُ الغضب وقرر إرسال جنوده بحثًا عن الطفل وأمه وكادت تنجح حيلتهم في القبض عليهم وهم تحت الشجرة وقيل في رواية أن هذه الشجرة العجائبية قد انحنت بأغصانها إلى درجة أنها أخفتها وخبأتها عن أعين هيرودس، واللافت للنظر أن الشجرة مازالت منحنية الشكل إلى اليوم مما يؤكد صحة هذه الرواية.

شجرة مريم بالمطرية

عهود غابرة

وقد ذكر المؤرخ الاسلامي تقي الدين المقريزي في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي أن العائلة المقدسة حطت بالقرب من عين شمس من ناحية المطرية، وهنا استراحت بجوار عين ماء وغسلت مريم من ذلك الماء ثياب المسيح، فأنبت اللّٰه هنالك البلسان ولا يعرف بمكان من الأرض إلا هناك وكان يسقى من ماء بئر تعظمها النصارى وتقصدها وتغتسل بمائها وتستشفى بهِ. ثم يذكر أنه من البلسان كان يستخرج منه عطر البلسم وكان من الهدايا الثمينة التي ترسل إلى ملوك القبط كالحبشة والروم والفرنجة لأنهُ كان ضروريًا لديهم، إذ لابد من وضعهِ في المعمودية عند اتمام عملية العماد في العهود الغابرة".

ويقال أن يوسف النجار أثناء وجوده بالمطرية هو والسيد المسيح كان له عصًا من أرض أريحا يتوكأ عليها، فأخذها السيد المسيح وكسرها قطعًا وغرس تلك القطع بهذا المكان ثم وضع يدهُ في الأرض فنبع منها الماء وشرب منه، وقد ورد في تاريخ الكنيسة القبطية المعروف بالسنكسار ذكر كنيسة العذراء والنبع العجائبي في هليوبوليس على أنها كانت تحتل في وقتٍ من الأوقات أهم القواعد الأسقفية المجة خصوصًا في زمن مجمع أفسس المسكونى الذى انعقد عام ٤٣١ للميلاد.

بقايا مقبرة بانحسي، عين شمس

*المراجع

رءوف حبيب-المطرية وشجرة العذراء، القاهرة،١٩٨٠.

القس داود عزيز، مبارك شعبي مصر، دار النجاح.

البابا ثيوفليوس، ميامر وعجائب السيدة العذراء مريم.

البابا شنودة الثالث، رحلة العائلة المقدسة.

البابا شنودة الثالث، مقال بمجلة الهدول، ١٩٨٦.