الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحائز على جائزة نوبل في الآداب: الكتابة لا يمكن أن تكون مجرد مجادلات

صدى البلد

تحدث الحائز على جائزة نوبل في الآداب عبد الرزاق قرنح، في خطاب تسلمه الجائزة عن المعاناة التي مرّ بها خلال حياته بدءًا من فراره من زنجبار إلى إنجلترا في الستينيات، فقال في بداية حديثه "أرفض جميع النظريات التي تخرج من بعض الناس الذين يحتقروننا ويقللون من شأننا".

محو الذاكرة


وقد تحدث قرنح، الجائز على جائزة نوبل في أكتوبر الماضي عن أنه قد غادر زنجبار في سن المراهقة بعد ثورة 1964 "بعد أن وصلت إلى إنجلترا، بعد فترة طويلة من الفقر والعزلة أصبح من الواضح لي أن هناك شيئًا أريد أن أقوله، ففي السنوات الأولى فقط التي عشت فيها في إنجلترا، تمكنت من التفكير في مثل هذه القضايا، والتفكير في قبح ما كنا قادرين على إلحاقه ببعضنا البعض، وإعادة النظر في الأكاذيب والأوهام التي أرحنا بها، وفي النهاية بدأت في الكتابة عن بعض هذه التأملات، ليس بطريقة منظمة لكن أردت ذلك من أجل توضيح بعض الالتباسات والشكوك في ذهني."

وقد ذهب قرنح الفائز بـ نوبل خلال حديثه عن إدراكه "المقلق للغاية" بأن "تاريخًا جديدًا أبسط يتم بناؤه، مما يؤدي إلى تغيير بل ومحو ما حدث "بالنسبة إليّ أصبح من الضروري 
 رفض مثل هذا التاريخ أو الكتابة عن الاضطهاد والقسوة التي سعى حكامنا للتهنئة الذاتية لمحوها من ذاكرتنا"

لقد أراد قرنح استكشاف تجربته مع الاستعمار أثناء نشأته وهو أمر قال إنه أصبح أكثر وضوحًا له بعد انتقاله إلى المملكة المتحدة لأنه "اكتسب فهمًا أفضل لكيفية ظهور شخص مثلي في بعض قصصهم عن أنفسهم، وكلاهما  في كتاباتهم وخطابهم غير الرسمي، إذ استقبلت النكات العنصرية في التلفزيون وفي أماكن أخرى، في العداء غير القسري الذي التقيت به في اللقاءات اليومية في المتاجر والمكاتب وفي الحافلة".

وأضاف قرنح: "الكتابة لا تتعلق بشيء واحد، لا حول هذا الموضوع أو ذاك، أو هذا الاهتمام أو ذاك، وبما أن اهتمامها هو حياة الإنسان بطريقة أو بأخرى، فإن القسوة والحب والضعف يصبحان موضوعها عاجلاً أم آجلاً".  "أعتقد أن الكتابة يجب أن تُظهر أيضًا ما يمكن أن يكون غير ذلك، وما  لا تستطيع العين المستبدة القاسية رؤيته، ما يجعل الناس، على ما يبدو صغار القامة، يشعرون بالاطمئنان في أنفسهم بغض النظر عن ازدراء الآخرين.  لذلك وجدت أنه من الضروري أن أكتب عن ذلك أيضًا، وأن أفعل ذلك بصدق، حتى يظهر كل من القبح والفضيلة، ويظهر الإنسان بعيدًا عن التبسيط والقوالب النمطية.  فعندما ينجح ذلك، يخرج منه نوع من الجمال".