بعد إعلان استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بسبب أزمة التصريحات التي أطلقها المسيئة للدول الخليجية، الأمر الذي أدي إلي انفراجة في الأزمة التي حدثت بين الدول الخليجية وعلى رأسهم السعودية والإمارات ولبنان التي أدت إلى قطع العلاقات وسحب السفراء من لبنان ووقف استيراد المنتجات اللبنانية لدول الخليج.
وفي بادرة جيدة من لبنان للرجوع إلي الحضن العربي، أعلن السفير اللبناني في القاهرة،علي الحلبي، أن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي سيقوم بزيارة رسمية إلى مصر غدا الخميس، الزيارة التي رآها البعض البوابة التي ستعيد لبنان إلي علاقاتها مع الدول الخليجية.
وأوضح الحلبي، أن ميقاتي سيلتقي خلال زيارته لـ مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي وعددا من المسؤولين المصريين.
أول زيارة خارجية
ومن جانبها قالت الدكتورة جيلان جبر، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية والمتخصصة في الشأن اللبناني، إن زيارة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى القاهرة غدا هي أول زيارة لنجيب ميقاتي خارج لبنان منذ توليه رئاسة الحكومة اللبنانية وبعد استقالة جورج قرداحي من وزارة الإعلام.
وتابعت جبر في تصريحات لـ "صدى البلد" تأتي الزيارة لرفع العزلة عن لبنانى عربيا وبداية طريق جديد وضعت له الشروط المملكة العربية السعودية والأمارات مع باقي دول الخليج بإصدار البيان اليوم في زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لأبو ظبي، حيث وجه البيان بضرورة أن تكون لبنان دولة ذات سيادة بدون تدخل حزب الله علي قرارها الداخلي أو الخارجي.
العودة للحاضنة العربية
وأضافت أن زيارة رئيس الوزراء اللبناني إلى مصر باعتبارها أكبر دولة عربية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي الداعم الدائم للبنان على كافة الاصعدة، والتي قدمت الكثير من المساعدات إلى بيروت مثل المساعدات التي قدمت في 4 أغسطس 2020 بعد الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت، وكذلك أيضا المساعدات الغذائية والطبية التي ذهبت عن طريق جسر جوي قدمتها مصر إلى لبنان.
وأوضحت جبر أن الأزمة التي حدثت بين الدول الخليجية ولبنان لم تكن بسبب تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي بل هي القشرة التي قسمت ظهر البعير لأنه كان هناك تسليط للضوء على القرار اللبناني الذي لا يحمل أي ولاء عربي ولكنه يتجه ناحية حزب الله ومن خلفها إيران.
وتابعت: "الزيارة غدا تعتبر الخطوة الأولى للبنان للعودة إلى المجتمع الدولي وعودة للحاضنة العربية، لأنه من المتوقع أن يقوم الرئيس السيسي بعد لقائه برئيس الوزراء اللبناني بالتواصل مع المملكة العربية السعودية والإمارات لعودة لبنان إلي الوطن العربي حتي إذا كانت عودة بسيطة".
وأشارت جير إلي أن السعودية في خطوة جيدة منها أرسلت صباح اليوم قائم بأعمال السفير بعد أن سحبت سفيرها أثر الأزمة الأخيرة، وهي خطوة جيدة لعودة العلاقات السعودية والخليجية في يوم ما مع لبنان لسابق عهدها.
ملفات هامة على الطاولة
وعن الملفات التي من المتوقع أن تكون على طاولة المحادثات بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء اللبناني، أوضحت المتخصصة في الشأن اللبناني، أن أهم الملف سيكون على طاولة المحادثات سيكون ملف الطاقة ونقل الغازالمصري إلي لبنان عبر الأردن وسوريا حسب الاتفاق الذي تم بين الدول الأربعة، وكذلك أيضا نقل الكهرباء خاصة أن مصر قامت بإصلاحات كبيرة في قطاع الكهرباء في البلاد وأصبحت من الدول المصدرة للكهرباء في وقت قصير.
وتابعت: "من الملفات الهامة أيضا التي سيتم مناقشتها غدا هو عودة لبنان إلي المجتمع الدولي وإعادة الهوية اللبنانية العربية التي عانت من غيابها بسبب التدخل الإيراني في السياسة اللبنانية".