الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محطات من حياة غواص فى بحر النغم.. ما سبب القطيعة بين عمار التشريعي ووالدته؟

صدى البلد

يتزامن اليوم مع ذكرى الموسيقار الكبير عمار الشريعي الذى رحل عن عالمنا، الثلاثاء الموافق 7 من ديسمبر، بعدما سطع اسمه وسط أباطرة الموسيقيين بموهبة كبيرة، جعلته من أهم الموسيقيين ممن لهم إسهامات كبيرة في عالم الموسيقى، وتطويرها مثلما تجلى في أعمالها العديدة، ومسيرته الطويلة.

9 سنوات مرت على رحيل الموسيقار عمار الشريعي، ولا تزال تتجلى أعماله وموسيقاه في أذهان الجميع، من خلال تترات المسلسلات التي سكنت وجدانهم، مثل مسلسل «أميرة في عابدين، حديث الصباح والمساء، أرابيسك، رأفت الهجان، الشوارع الخلفية، شيخ العرب همام، ريا وسكينة، ليلة القبض على فاطمة، دموع في عيون وقحة، زينب والعرش، الأيام».

 

انطلاقة الغواص من المنيا

عمار على محمد إبراهيم على الشريعى، وشهرته «عمار الشريعي»، ولد في 16 أبريل 1948 في سمالوط بالمنيا، وخلال فترة دراسته تعرف على كمال الطويل وتبناه ثم تعرف على الموسيقار بليغ حمدى ورأس فريق الموسيقى، وعمل مع الكثير من الفرق الموسيقية بعدها، وكان قد تلقى الموسيقى الشرقية على يد مجموعة من الأساتذة الكباربمدرسته الثانوية، وأتقن العزف على البيانو والأكورديون والعود والأورج وبدأ حياته العملية في 1970 عقب تخرجه من الجامعة مباشرةً كعازف أكورديون في عدد من الفرق الموسيقية، ثم تحول إلى الأورج، حيث بزغ نجمه واتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقى.

كانت أول ألحانه «امسكوا الخشب» لمها صبرى في 1975 ثم بدأ مسيرة التلحين، ولحن لمعظم مطربى ومطربات مصر والعالم العربى، وكان قد أسس فرقة الأصدقاء في 1980 كما اهتم بأغانى الأطفال، تولى منذ 1991 وحتى 2003 وضع الموسيقى والألحان لاحتفاليات أكتوبر التي تقيمها القوات المسلحة. المصرية، بالتعاون مع وزارة الإعلام ومنها أوبريت «إخترناه» كلمات عبدالسلام أمين إلى أن توفى «زي النهارده» فى 7 ديسمبر 2012.

 

سر رعب الليثي من عمار الشريعي بعد طرده

في بداية مشوار المطرب الشعبي محمود الليثي، كان على موعد للوقوف أمام الموسيقار عمار الشريعي، والغناء في حضوره، لحسم مدى أحقيته في الحصول على عضوية نقابة المهن الموسيقية، وعندما ذهب إلى اللقاء، كانت أكثر من مفاجأة في انتظاره.

قال الليثي: «قابلت الأستاذ عمار الشريعي مرتين، الأولى سلمت عليه، والثانية عندما وقفت أمام لجنة نقابة المهن الموسيقية، وكانت تضم الفنان إيمان البحر درويش، والشاعر مصطفى كامل، والفنان هشام عباس، وكنت داخل مرعوب وقلقان جدا»، مضيفا: «عندما وقفت أمام اللجنة، بدأت وقلت مساء الخير، وسألني الموسيقار: أنت جاي ليه يا ابني، أنت ليك أغاني وبتعمل حفلات، وتدخل الفنان إيمان البحر درويش، وقال لي: غني، وبدأت أغني أغنية صباح "مال الهوى" بطريقة الموال الشعبي، وقبل أن أُكمل قال لي الأستاذ عمار الشريعي: اطلع بره.. طلعوه بره».

وأكمل محمود الليثي قائلا: «بعدها قال لي مصطفى كامل، غني جزء من أغنية "الأنبياء"، وبعد أن غنيت، قال لي: مبروك يا ابني أنت نجحت، وفي اليوم التالي ذهبت إلى النقابة ووجدت اسمي بين الناجحين».

حب من أول برنامج مع ميرفت القفاص 

حكاية زواج الموسيقار عمار الشريعي والإعلامية، ميرفت القفاص، لها مذاق خاص، قالت عنها القفاص: التقيت عمار لأول مرة عام 1988، عبر إذاعة البرنامج الأوروبي، حيث كنت أقدم برنامج يشترط على ضيوفه التحدث باللغة الإنجليزية، وكان عمار ضيفا على البرنامج.

وتابعت الإعلامية الكبيرة، أن عمار الشريعي كان مثقف للغاية، ويجيد التحدث بأكثر من لغة، وهذا ما شكل لديه تنوع ظهر في موسيقاه، مضيفة: «تحولت علاقة الصداقة بيننا لعلاقة حب توجت بالزواج، وفي عام 1998 أنجبنا ابننا الوحيد مراد، تيمنا باسم شقيقه الراحل».

وأشارت إلى أن عمار الشريعي كان ماهرا في استخدام الآلات والتكنولوجيا، كما كان حريصا على تعليم نفسه بنفسه، حتى أنه كان يتعامل مع الآلات بمنتهى السهولة، وكان حنونا، مرحا، خفيف الظل، هادئ الطباع، مثقف، وهذا ما انعكس على موسيقاه، كما كان صديقًا وفيًا لكل أصدقائه».

وأكدت أنه كان يشعر أن «عمره قصير»، خاصة أنه كان مريضا بالقلب منذ مرحلة الشباب، لكن بعد نزوله ميدان التحرير في ثورة 25 يناير، بدأت حالته الصحية تسوء ويتنقل من مستشفى لأخرى، حتى وافته المنية يوم 7 ديسمبر 2012.

العمل مع راقصة وقطيعة والدته

عقب تخرجه مباشرة عام 1970، عمل عمار كعازف أكورديون في بعض الفرق الموسيقية، بعدها بدأ في العمل كعازف أورج ليصبح واحدا من أهم العازفين، وأعتبره الكثيرون نموذجا صعبا لتحدي الإعاقة، لصعوبة الأورج.

ولفت نجاح الشريعي اهتمام إحدى الراقصات، وقدمت له عرضا كبيرا للعمل معها، وهو ما تسبب في قطيعة بينه وبين والدته، التي رأت أن ماله حرام، لأنه من العمل مع راقصة، حيث تمنت له أن يكون مثل طه حسين، وأن يسلك طريقا أخر غير الموسيقى، واستمرت القطيعة 5 سنوات، حتى حدثت مشكلة بينه وبين الراقصة، فقرر ترك العمل معها فورا، وعاد إلى منزل والدته يسترضيها.