الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواليس اختيار مدينة القاهرة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2022

فعاليات الاحتفال
فعاليات الاحتفال بالقاهرة عاصمة الثقافة فى العالم الإسلامى

كشف مؤتمر إطلاق فعاليات اختيار القاهرة عاصمة للثقافة فى العالم الإسلامى 2022، عن أسباب اختيارها لتحمل اللقب، كمبادرة من الإيسيسكو، نظرا لعراقة هذه المدينة، وذلك بعد تعذر الاحتفال بهذه المدينة خلال سنة 2020، ولأن مدينة بحجم القاهرة لا يمكن أن نحتفل بها عن بعد.

 

وأوضح المؤتمر أن الاحتفال بالقاهرة يمثل نقطة تحول ببرنامج الإيسيسكو في نظرته الجديدة للاحتفال والتعريف بالمدن والحواضر الكبرى للعالم الإسلامي، حيث تعد أول عاصمة ضمن هذه الرؤية الجديدة التي سيعتمدها مؤتمر وزراء الثقافة بالعالم الإسلامي، في دورته الثانية عشر، وأيضا يأتي هذا الاختيار، إلى جانب مدينة الرباط، أول مدينة محتفى بها خلال الفترة التي ستتلو جائحة كوفيد - 19.

 

وأرجع المؤتمر اختيار القاهرة إلى أنها تعد أيضا أكبر مدينة عربية من حيث تعداد السكان والمساحة، وتحتل المركز الثاني إفريقيا، والسابع عشر عالميا من حيث التعداد السكاني، مسجلة على قائمة التراث في العالم الإسلامي منذ سنة 2019م ، وعلى قائمة التراث العالمي منذ سنة 1979م.

 

وأشار إلى أنها تمثل أهمية كبرى على المستوى الإقليمي والدولي، وتعد حاضنة للعديد من المنظمات الإقليمية والعالمية، حيث يقع بها مقر جامعة الدول العربية، والمكتب الإقليمي لكل من منظمة الصحة العالمية، منظمة الأغذية والزراعة، منظمة الطيران المدني الدولي، الاتحاد الدولي للاتصالات، صندوق الأمم المتحدة للسكان، هيئة الأمم المتحدة للمرأة، مقر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، ويتداخل فيها النسيج العمراني الحديث الموروث من الحقبة الاستعمارية المؤخرة، بالنسيج المعماري التقليدي الموروث من الفترة الإسلامية المبكرة.

 

مقومات "القاهرة" لتكون عاصمة للثقافة للعالم الإسلامي 2022

وأكدت الاسيسكو أنه عادة ما يتوفر عدد من الشروط والمقومات في المدينة المزمع الاحتفال بها كعاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، ولكن مدينة القاهرة تتمتع بكل المقومات لكي تكون عاصمة ثقافية مهمة، جامعة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، حيث إنها مثلت نقطة التقاء حضاري كبير سوى كان ذلك بين دول العالم الإسلامي أو خارجه وأبرز مقوماتها ما يلي:-

 

- آثار مادية وفكرية تستحق التعريف بها وتثمينها، وأولها أهرامات الجيزة التي تُعد من عجائب الدنيا التي لازالت راسخة في المدينة، حيث شهدت القاهرة العديد من الحقب التاريخية المختلفة على مر العصور، وتوجد فيها العديد من المعالم القديمة والحديثة، فأصبحت متحفا مفتوحا يضم آثارا فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية وإسلامية، و يعود تاريخ المدينة إلى نشأة مدينة أون الفرعونية أو هليوبوليس "عين شمس حاليا" والتي تعد واحدة من أقدم مدن العالم القديم.

 

أما القاهرة بطرازها الحالي فيعود تاريخ إنشائها إلى الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص عام 641م وإنشائه مدينة الفسطاط، ثم إنشاء العباسيين لمدينة العسكر، فبناء أحمد بن طولون لمدينة القطائع، ومع دخول الفاطميين مصر قادمين من إفريقية) (تونس حاليا)، بدأ القائد جوهر الصقلي في بناء العاصمة الجديدة للدولة الفاطمية بأمر من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله وذلك في عام 969م، وأطلق عليها الخليفة اسم "القاهرة" وأطلق على القاهرة - على مر العصور- العديد من الأسماء، فهي مدينة الألف مئذنة ومصر المحروسة وقاهرة المعز،  وشهدت القاهرة خلال العصر الإسلامي أرقى فنون العمارة التي تمثلت في بناء القلاع والحصون والأسوار والمدارس والمساجد، مما منحها لمحة جمالية لازالت موجودة بأحيائها القديمة حتى الآن.

 

- العدد الكبير من المؤسسات الثقافية، على رأسها المركز الثقافى القومى - دار الأوبرا، المركز القومي لثقافة الطفل، ومكتبة مصر العامة، والمركز القومى للترجمة، ومتحف الفن الإسلامي، ومتحف الآثار الإسلامية، والمتحف القبطي، ومتاحف قصر عابدين، وغيرها من المؤسسات التي لا تحصى ولا تعد في كل ركن من المدينة.

 

- مساهمات متميزة في مختلف مجالات الثقافة من خلال الأعمال الأدبية والفنية والعلمية والثقافية، لعلمائها وأدباءها، ومثقفيها وفنانيها، كما ألهمت عدداً كبيرا من الرسامين والمثقفين والمبدعين على مر العصور.

 

- تحتضن القاهرة بصفة خاصة ومصر بصفة عامة أكبر المهرجانات والمواسم الثقافية في كل سنة، كمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومعارض الكتب والرسم، والعروض المسرحية، وأهمها معرض القاهرة للكتاب الذي يستقطب عددا كبيرا من المهتمين في كل سنة وغيرها.