EN 
أحد أعمدة الموسيقى في مصر، الموسيقار الراحل عمار الشريعي الذي ترك بصمات في الموسيقى العربية عزفا وغناء، وعلى الرغم من كونه كفيفا إلا أنه صاحب تأثير كبير في الموسيقى التصويرية للكثير من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية.
عمار علي محمد إبراهيم علي الشريعي، ابن المنيا، وُلد من أب كان أحد كبار المزارعين في مركز سمالوط، وعضو البرلمان، وجده لوالده محمد باشا الشريعي، كان أيضًا نائب البرلمان المصري في عهد الملك فؤاد الأول، وجده لوالدته مراد بك الشريعي أحد أقطاب ثورة 1919م.
حفظ عمار الشريعي 5 أجزاء من القرآن الكريم في طفولته، وتعددت مواهبه بين العزف على البيانو، والسباحة، على الرغم من كونه كفيفا.
نموذج مبهر لـ ذوي الهمم
خلال فترة دراسته، تعرف الشريعي على الموسيقار كمال الطويل، والموسيقار بليغ حمدي، ومنذ ذلك الحين عمل مع الكثير من الفرق الموسيقية، وتلقى علوم الموسيقى الشرقية على يد مجموعة من الأساتذة الكبار بمدرسته الثانوية، في إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم لـ الطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقى.
أتقن عمار الشريعي العديد من الآلات الموسيقية «البيانو، الأوكورديون، العود، والأورج»، حيث بدأ حياته العملية عام 1970م، عقب تخرجه في الجامعة مباشرة كعازف لآله الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية التي كانت منتشرة في مصر، ثم تحول إلى الأورج وتميز فيه بشكل كبير، وأُعتبر نموذجًا مبهرا لذوي القدرات الخاصة، نظرًا لصعوبة وتعقيد هذه الآلة الموسيقية، واعتمادها بشكل كبير على الإبصار.
«امسكوا الخشب»
أتجه عمار الشريعي فيما بعد للتلحين، وتأليف الموسيقى، وبالفعل كانت أول ألحانه «امسكوا الخشب» للفنانة مها صبري عام 1975م، حتى تخطت ألحانه 150 لحنا لمعظم مطربي مصر والعالم العربي.
برع الشريعي في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات، وحققت أغلبها شهرة واسعة، وإعجاب الكثيرين، لكنه لم يكتف بذلك وأولى اهتماما كبيرا لأغاني الأطفال، وقام بعمل أغاني احتفالات عيد الطفولة تحت رعاية سوزان مبارك لمدة 12 عاما متتالية.
مقاطعة والدته 5 سنوات
عشق عمار الشريعي الموسيقى، وآمن بموهبته الكبيرة، والمميزة، لكن أسرته لم تقدر الأمر، ووقفت في طريقه، فكانت والدته ترى أن من يعمل بالموسيقى سيصبح عاقًا لوالديه ومنحرفًا، فيما كان يغلق والده الباب في تمام الساعة العاشرة مساءً، ويمنعه من دخول المنزل، إلى أن فاض به، وقرر ترك المنزل.
كان المطرب الراحل فريد الأطرش أحد أصدقاء والد عمار الشريعي، وعندما علم بأمر اعتراض الأسرة على موهبة الشريعي، طلب أن يسمعه، وبالفعل أُعجب به وبموهبته الثمينة، وقرر أن يُصلح بينه وعائلته.
أقام فريد الأطرش حفلا موسيقيا لـ عمار الشريعي، ودعا كل أفراد أسرته إليها دون علمه، وعندما رأوا بأنفسهم موهبته الكبيرة، أعجبوا به، وتم الصلح بينهم، عدا والدته التي ظلت مقاطعة له لمدة 5 سنوات كاملة.
أعماله الفنية
تجاوزت الأعمال الفنية للموسيقار الراحل عمار الشريعي
- 50 فيلمًا سينمائيًا.
- 150 مسلسلاً تليفزيونيًا
- والأعمال الإذاعية تجاوزت الـ 20 عملا
- عشرات المسرحيات الغنائية الاستعراضية.
قام عمار الشريعي بتلحين الحفل الموسيقي الضخم الذي أقامته سلطنة عمان عامي 1993م، و 2010م بمناسبة عيدها الوطني.
غنى عمار الشريعي بصوته عددا من الأغاني منها
- أغاني فيلم البرئ «محبوس ياطير الحق – الدم»
- رباعيات داخلية في مسلسل ريا وسكينة
- رباعيات داخلية بمسلسل الأيام لعميد الأدب العربي طه حسين
- تتر البداية والنهاية لفيلم كتيبة إعدام
- تتر النهاية في مسلسل عصفور النار
- أغنية مشتركة مع فردوس عبد الحميد في مسلسل عصفور النار
الجوائر التي حصل عليها
حصل الشريعي على العديد من الجوائر والأوسمة على مدار رحلته الفنية الطويلة، أبرزها:
- جائزة مهرجان فالنسيا، في إسبانيا عن موسيقى فيلم البرئ عام 1986م
- جائزة مهرجان فيفييه ، في سويسرا، عام 1989م
- وسام التكريم من الطبقة الأولى من سلطنة عمان، عام 1992م
- وسام التكريم من الطبقة الأولى من الملك عبد الله بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية
- العديد من جوائز الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما والمركز الكاثوليكي للسينما ومهرجان الإذاعة والتليفزيون عن الموسيقى التصويرية من عام 1977م، وحتى عام 1990م.
- جائزة الحصان الذهبي لأحسن ملحن في إذاعة الشرق الأوسط لسبعة عشر عامًا متتالية
- جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2005
- وسام التكريم من الطبقة الأولى مرة ثانية من سلطنة عمان عام 2005م.
وفاته
أصيب الموسيقار الرحال عمار الشريعي في 2012، بأزمة قلبية نتيجة الإرهاق الشديد، دخل على إثره أحد مستشفيات القاهرة، لتلازمه الأزمة الصحية على مدار عام كامل، عانى خلالها من مشكلات في القلب والرئة وأجرى جراحة قسطرة في القلب وجراحات لإزالة الماء من على الرئة، ليتم إعلان وفاته في ديسمبر 2012، عن عمر يناهز 64 عاما.
