في زمن التكنولوجيا، هناك مهن أوشكت على الأنقراض، ولعل أبرزهم نحاتي أحجار الطواحين والطعمية، مهنة تتوارث عبر الأجيال، وتكلف صاحبها جد ومجهود كبير، ويعتبرها البعض من آثار التراث.
ورصدت عدسة صدى البلد مراحل تصنيع حجر أساس الطعمية، والبن، والطواحين، والعدس والفول، والملح، وسط مجهودات ذاتية من العمال وتركيز ونشاط كبير.
وأشار مينا هلال، أحد عمال هذه المهنة الصعبة، أنه الوحيد في مصر المستمر على إتباع نهج أجداده بالعمل في هذه المهنة، فرغم صعوبتها إلا أنه يجد بها متعة كبيرة، وتوفر له دخل يكفيه لمتطلبات الحياة.
وعن مراحل التصنيع، تابع أنه يجلب معظم الحجارة من الجبال، حيث تنقل بالعربات ويتم تقطيعها أولًا بأحجام مختلفة، فحجر الطاحونة يكون مربع الشكل قبل تخطيطه ونحته بالشكل الدائري وتقطيعة بالصاروخ، ويستخدم في النحت أدوات بسيطة لا يوجد بها ماكينات أو أدوات متطورة سوى الصاروخ، كالمطارق، والمسامير، فيكون الاعتماد كليًا على القوة البشرية بشكلٍ كامل.
وأوضح أنه يوجد أنواع كثيرة من الأحجار المستخدمة في تصنيع حجر أساس الطعمية والطواحين، تختلف في صلابتها وألوانها، فمثلا: حجر الصوان من أقوى الأحجار في الصلابة، ويوجد الجرانيت بألوانه الأحمر والأبيض.
ويصدر مينا أعماله إلي دول كثيرة خارج مصر؛ منها الأردن والسعودية ولبنان والسودان وتركيا، ويقبل علي شرائها مصانع الطحين وغيرها بمحافظات مصر المختلفة.