الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. محمد مبروك يكتب: محمد صلاح والمزايدات المستمرة

د. محمد مبروك
د. محمد مبروك

لا يسلم النجم العالمي محمد صلاح من المزايدة عليه في كل مناسبة، ولا ينفك يخرج من إحدى تلك المزايدات حتى يواجه التي تليها، فإذا ما احتفل بتسجيل هدف في إحدى المباريات بسجدة شكر للمولى - عز وجل – تجد هناك من يضخّم من الأمر وكأن محمد صلاح داعية إسلامي يهدي بتلك السجدة الضالين إلى الرشاد، رغم أنها طبيعية جدا من لاعب هو في الأساس إنسان يعبر عن فرحته كما تعلم طفلًا، مثله كمثل اللاعب المسيحي الذي يرسم الصليب بيده عندما يسجل هدفا، فكل يحتفل بطريقته العفوية المحببة له.

أما إذا ما التقط صلاح صورة مع إحدى المعجبات أو ارتدى زيًا غريبًا كأي شاب في عمره، تكثر المزايدات التي تهتم بأدق تفاصيل عضلاته وشعر صدره!.

وفي تعليق لصلاح على سؤال - لا أدري ما أهميته - مع أحد الإعلاميين عن الخمور التي هي بالضرورة محرمة عند المسلمين الذين ينتمي صلاح لهم، كانت إجابة صلاح تلقائية بأنه لا يفكر بالأساس في هذا الأمر كونه - ببساطة - لا يشغل فكر المسلم السوي، لأن المسلمين لا يشربون الخمر، حيث تحولت بعض التعاليم الدينية إلى سلوك طبيعي بعيدًا عن التعقيدات والخطب العصماء، فكثيرًا ما يحدث أن يتواجد بعض المسلمين في بعض الأماكن التي تقدم الخمور، لكنهم بشكل تلقائي لا يلتفتون إليها ولا يقربونها لأنها لا تخصهم، لكن إجابة محمد صلاح العفوية أقامت الدنيا ولم تقعدها، حتى أن الذين كانوا يزايدون علينا بسجدة الشكر التي يؤديها صلاح احتفالًا بالأهداف، انقلبوا يسوقون دروسًا في التعاليم الدينية والمحرمات وكأن صلاح لا يعلم شيئًا من الإسلام، وهو الشاب الملتزم الذي يبهرنا جميعًا بسلوكه الطيب داخل الملعب وخارجه.

نعلم جيدًا أن محمد صلاح نجم عالمي كبير، ويسعدنا جميعًا كمصريين وعرب أن هذا اللاعب قد وصل لتلك المكانة، لكنه من غير المعقول التربص للرجل طوال الوقت على كل كلمة وكل تصرف يصدر منه متناسين أنه مازال شابًا، يجتهد ويطور من نفسه بشكل ملحوظ، فبدلًا من الانتقاد المستمر له إذا تكلم أو نشر صورة أو علق على حدث أو لم يعلق أو أحرز هدفًا لفريقه – ليفربول -، ولم يحرز مع المنتخب الوطني، يجب دعمه لاستكمال مسيرة نجاحه التاريخية التي لم تحدث من قبل لأي لاعب عربي بل إنه يتجاوز كل من سبقوه من أبناء القارة السمراء في إنجازاته مع هذه الساحرة المستديرة التي يهواها الكثيرون.

رفقًا بهذا النجم الناجح الذي يعتبر مثلًا يحتذى في الكفاح والطموح، لكنه إنسان بالنهاية يتعامل بتلقائية وبحسن نية كونه ليس متخصصًا في الشؤون السياسية والدبلوماسية أو الدينية، حتى ولو كان هناك من يساعده على الظهور بشكل احترافي أو يخطط لتحركاته وظهوره الإعلامي، لا يجب أن ننسى أن محمد صلاح ابننا البار الذي نعتز به ونحبه ونثق فيه وندعمه طوال الوقت، فهو بالفعل فخرنا وفخر العرب.