الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قادة التنوير

منى احمد
منى احمد

تابعت لقاء علي قناة ماسبيرو زمان أدارته باقتدار وثقافة الإعلامية ليلي رستم وكان يضم كوكبة من المفكرين والأدباء وعلي رأسهم د.طه حسين ويوسف السباعي وثروت أباظة  وأمين يوسف غراب وعبد الرحمن الشرقاوي ونجيب محفوظ و محمود أمين العالم  وأنيس منصور  وكامل زهيري  وعبد الرحمن بدوي، وكلا منهم قامة تنويرية كبيرة أضاءت دنيا الأدب والمعرفة، فجميعهم من قادة  الفكر والثقافة والادب  ليس في مصر أو العالم العربي فقط بل كانوا علامات مضيئة في تاريخ الإنسانية وكان هؤلاء نوافذ القوة الناعمة للدولة ومرآة تعكس الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي للدولة المصرية فكانوا انعكاسا لمكوناتها المختلفة.

 

وفوجئت في نفس اليوم بلقاء لأحد الإعلاميين  مع  شخص لا أعرف تصنيفه علي وجه الدقة  هل هو مطرب مهرجانات ام بلوجر  يعرض محتوي  لا أعرف أيضا تصنيفه  الحالي هل هو اغنية او مهرجان او استظراف  والذي احتل التريند ب تحقيقه ل8مليون مشاهدة. 

 

أثار هذا اللقاء ضجة كبيرة علي مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية والواقع اننا اصبحنا امام إشكالية كبيرة هل إعلامنا أصبح إعلام التريند بغض النظر عن المحتوي و في سبيل ملاحقة "الترند"نري وجوه  تطل علينا بموضوعات ما انزل الله بها  من سلطان و توقفت طويلا ما بين الشاشتين والمحتوي هوة كبيرة.

 

أحد الأطباء المتخصصين في الطب النفسي عند سؤاله عن انتشار التريند أجاب أن هناك ما يسمي ب التماهي الاجتماعي وهو الذي يسعي فيه الشخص إلى التماثل في التوجهات والسلوك والأفكار مع المعتاد اجتماعياً. ومن هنا تأتي قوة التريند إذ يتبناه المشاهير أو المؤثرون ثم يتبعهم الراغبون في التماثل أو التشابه مع السائد اجتماعياً، وبالتالي مع زيادة عدد المُقلدين تزداد قوة الترند وينمو تأثيره.

 

وطبقا لهذا التفسير نحن امام كارثة فبعد ان كنا امام مشاهدات تضوي بكوكبة الادباء والمفكرين والقامات العلمية والأدبية في جميع المجالات اصبحنا امام مشهد يعج بتقيحات بصرية ولفظية شكلا وموضوعا فهل أصبحت وظيفة الاعلام اللهث وراء جنون التريند  بمحتواه اي كان  بعد ان كانت وظيفته الكلاسيكية هي اعلام الجمهور وتشكيل الراي العام والارتقاء بالذوق الجمعي كأحد المهام التي تفرضها القيم المهنية. 

 

عندما بدأ عصر الانفتاح ظهر في الوسط الفني أفلام المقاولات التي لو قيست بمعايير ما نراه الآن لصنفت بأفلام ذات جودة فنية وكان ذلك تحت شعار  الجمهور عايز كدا وبدأ المؤشر يسير من سيئ لأسوأ حتي وصلنا للحالة الراهنة وبتصدير هذه النوعية علي الشاشات الإعلامية نجد انفسنا في البداية  في حالة دهشة وصدمة ما تلبث أن تتحول الي الفة لينتهي بنا الحال الي ادمان.  

 

تلك الحالة التي ترجمها السينارسيت محمود ابو زيد في فيلم الكيف مشهد التاكسي  فالأغنية الهابطة مثل المخدرات بل من الممكن أن تكون أسوأ وبنظرة سريعة علي أغاني الشارع والأفراح في أرقي الأماكن ووسط ارقي المستويات الاجتماعية  أصبحت علي حد سواء. 

 

وعلى الرغم من أن  الرئيس السيسي في أكثر من مناسبة أكد علي دور الفن في بناء الوعي وهي القضية التي تتبناها القيادة السياسية واستجابة بعض الشركات الإنتاجية وخروج أعمال مثل الاختيار والممر إلا أن مازال الطريق طويلا للتخلص من ركام سنوات طويلة.

 

والسؤال الآن ما هو النموذج اوالهيرو المصري ماعدا النجم محمد صلاح اين القدوة اين الفيلم المصري بالمستوي الذي شاهدناه في الماضي اين المثقفين والفنانين المصريين اين الاعلام كامتداد لدور الدولة ولسياساتها لماذا لا نري عملا يعكس الإنجازات والمشروعات القومية مثلما كان إعلام الستينات.

 

عندما كان يذكر الفن المصري كان مردافه ام كلثوم  ورياض السنباطي وعبد الحليم حافظ وبليغ حمدي وإسماعيل ياسين ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزي  وفاتن حمامة وشادية وتوفيق الحكيم و نجيب محفوظ وعباس محمود العقاد ومحمود سعيد والاخوة سيف وادهم وانلي والقائمة طويلة وفي جميع المجالات اين نحن من هؤلاء ومتي نعيد تفعيل دور القوة الناعمة علي جميع المستويات إعلامية ثقافية فنية أدبية ورياضية والأهم  اين قادة الفكر والتنوير.