الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. علاء الشال يكتب: احتواء الخلافات الأسرية

علاء الشال
علاء الشال

الخلافات المتعددة التي تعج بها الأسر في زماننا يرى البعض أن الطريق الوحيد للحل هو الطلاق، مع أن هذا الحل هو الأخير ينبغي أن يفكر الرجل ألف مرة قبل  أن ما يقدم عليه.

 

الطلاق هو هدم لكيان أسرة مستقرة تكون نتيجته أطفال مشردين  منهارين نفسيا تتلاطم بهم أمواج الغدر والخوف من المستقبل والاكتئاب والتوحد، أصعب شعور في الحياة هو الشعور بالوحدة من الطفل تجاه كل أحد، يكره نفسه ويكره أهله بسبب أنهم تركوه وحيدا، في لحظة يرى فيها الأطفال يلعبون ويمرحون مع أهاليهم وذويهم.

 

قبل أن تفكر في الطلاق اجعلوه آخر الحلول قبل أن تنهدم الأسرة بكاملها، ابحثوا فعلا عن المشكلات التي تؤدي لتلك الحالة السيئة الصعبة.


قد يتكاسل الرجل عن الإنفاق على أهله نتيجة عيشه لنفسه فقط، في حين أنه لا يمكن للمرأة أن تنفق على الرجل وعلى بيتها إلا إذا كان للرجل ظروف تمنع بينه وبين العمل. 


والشريعة الإسلامية تفرض على الرجل الإنفاق على بيته وإذا أعسر بفقر أو بمرض فتلك ظروف استثنائية والمجتمع يساعده حتى يسترد عافيته.


تشغيل الناس وتوظيفهم يعني تأمين مستقبل البيوت واستقرارها حتى لو كان الدخل ضعيفًا ولا يكاد يكفي. 


من الأمور التي تسبب هدما للبيوت طبيعة المرأة المستفزة فبعد عودة الزوج من العمل لا تصبر حتى يشم نفسه، وتبدأ في مضايقته بكلماتٍ جارحةٍ، المرأة الهادئة تستوعب مشاكل بيتها ومشاكل زوجها وعندئذ الموضوعات لن تتطور وتسير الحياة هادئة فيها مودة ورحمة. 
 

وقد يكون الرجل مستفزًا لزوجته أيضا يبحث لها عن أخطاء كي يحاسبها عليها فتكون  الاستفزازات المتتابعة من الرجل قد تؤدي بالمرأة إلى طلب الطلاق وخلافات لا تنتهي.


العنف الأسري يسبب حالة من عدم التوافق وعدم الراحة النفسية بين الرجل وبين المرأة فيؤذي كل منهما مشاعر الآخر. 


وتكون الحية براعم صغيرة يضيعون في زحمة الحياة.

 
أين أصحاب المسؤولية  من ناحية الرجل أو من ناحية المرأة.


لماذا لا نطبق قوله تعالى{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء : 35] 
ابحثوا عمن يحل لكم مشكلاتكم في صمت وحب وإياكم ممن يتربصون بكم وينتظرون لحظة ضياع الأسرة .


الأسرة هي صانعة الأمن الاجتماعي، والأمن النفسي ، في كل البيوت مشكلات ولكن من القائد الناجح في الاحتواء ؟
قال صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، والثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه ما ضرب بيده خادما ولا امرأة، علينا تذكير الناس بالعفو والتصافح والإحسان، وعدم الوقوف عند الأمور البسيطة. 


لتحترم الحياة الزوجية، وتغلق أبواب الشيطنة قبل أن تفعل الشياطين فعلتها، ويصبح عندنا تقصير واضح في التربية الأسرية على المنهج الإيماني الذي يقوم على الصبر والتصبر.
ارتقوا يرحمكم الله.