أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم السبت، أن فرنسا تتصرف بقوة لحل الأزمات في الشرق الأوسط التي تولد الإرهاب وعدم الاستقرار بالمنطقة، مشيرا إلى أن تفكيره ينصب على وجه الخصوص في لبنان وليبيا.
وقال ماكرون في بيان إن الدور الفرنسي في الشرق الأوسط هو "دور تاريخي يتمثل في التوصل إلى تحقيق توازنات وإيجاد قنوات للحوار والمساهمة في بناء السلام والاستقرار".
أوضح أن لفرنسا مصلحة في ممارسة دورها بالشرق الأوسط حيث "يتقرر جزء من أمننا الجماعي في الشرق الأوسط، ولذلك نتصرف بقوة من أجل حل الأزمات التي تولد عدم الاستقرار والإرهاب والمعاناة، حيث أفكِّر بصورة خاصة في لبنان وليبيا".
وأضاف الرئيس الفرنسي "لا يمكننا النجاح إلا إذا أشركنا جميع الأطراف الفاعلة التي يمكنها إحداث تغيير، فقد قمنا خلال الأيام الثلاثة التي زرنا فيها الإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية، بمتابعة ما يستوجب المتابعة والتعمق فيما يقتضي التعمق، وتوضيح ما يستلزم التوضيح، والتحدث مع كل من يستطيع المساهمة في تحقيق أمننا الجماعي".
وتابع البيان "لقد عملنا من أجل تحقيق السلام والاستقرار من خلال عقد مؤتمر بغداد في نهاية شهر أغسطس، حيث اجتمعت للمرة الأولى ومن أجل المضي قدماً، بلدان لم تكن تتحدث فيما بينها. وسنستمر في السير على درب الحوار والتعاون".
وقال ماكرون "نحن نعمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار، من خلال تعاوننا مع قطر حيث نكافح تمويل النزعة الإسلامية المتطرفة والإرهاب، وكذلك من خلال متابعة إجلاء الأشخاص المهددة حياتهم في أفغانستان، وتنفيذ عمليات إنسانية مشتركة، وإيصال المواد الطبية واللوازم إلى المنظمات الدولية وإلى مستشفى الأم والطفل في كابول. ونعمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار عن طريق تزودنا بالموارد اللازمة لمساعدة لبنان".
وأردف "كما نعمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار بإبرامنا شراكة استراتيجية تاريخية مع الإمارات العربية المتحدة، تندرج في إطار هذه الخطة الرامية إلى مكافحة الظواهر المتطرفة والإرهاب. ولم يقتصر عملنا على توقيع أضخم عقد عسكري بمكون فرنسي في تاريخنا، فقد أرسلنا إشارة قوية تدل على الثقة المتبادلة. نعم، نحن نعمل معاً بغية تحقيق أمننا، ونعم، نحن نتعاضد معاً لمواجهة التهديدات، ونعم، نحن نعمل معاً على تنفيذ خطة للتهدئة".
وأشار إلى أن "هذه الثقة متبادلة: فقد وقَعنا عقوداً اقتصادية هامة ستساهم في تمويل الاقتصاد في فرنسا والابتكار".
وعلى الصعيدين الاقتصادي والثقافي، جاء في بيان ماكرون "يعتبر مشروع متحف اللوفر في أبو ظبي أكبر مشروع للتعاون الثقافي لفرنسا في الخارج، وهو يحظى بنجاح باهر. ونحن نمنحه زخماً جديداً من خلال تمديده لمدة عشر سنوات، مما يمنحنا موارد إضافية لتمويل الثقافة في فرنسا".
وتابع "أما في المملكة العربية السعودية، فقد كان لنا حوار صريح ومفيد مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بشأن أولوياتنا السياسية، ألا وهي الأمن والاستقرار في المنطقة مع إيلاء اهتمام خاص بلبنان. وقد اتصلنا برئيس الوزراء اللبناني وقطعنا معاً تعهدات مشتركة تتمثَّل في العمل معاً ودعم الإصلاحات، وإفساح المجال أمام البلد للخروج من الأزمة والحفاظ على سيادته. كما كانت زيارتي فرصة للتطرق لمواضيع تتعلق بجميع أوجه تعاوننا الاقتصادي والثقافي من أجل مرافقة البلد في التحول الذي يخوضه".
واختتم الرئيس الفرنسي بيانه قائلا "مع انتهاء جولتي في بلدان الخليج، أود أن أتوجه بالشكر إلى النساء والرجال الذين استقبلونا وأفسحوا المجال أمام إحراز تقدم في عدة مجالات.. وسنستمر في المضي قدماً، لأننا سنتقدم معاً وبثقة".