الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اهتم مسرحه بالعدالة.. كيف استلهم الفريد فرج المسيحي التراث الإسلامي؟

صدى البلد

استطاع بتجربته المسرحية أن يضع بصمة في أذهان المسرحيين، قفز بالكتابة المسرحية إلى أن تكون نوعا أدبيا مستقرا في الأدب الحديث، وشارك مع زملائه الكبار من بينهم ميخائيل رومان ونعمان عاشور وسعد الدين وهبة ويوسف إدريس في صناعة النهضة المسرحية، التي لم يسبق لها مثيل في فترة الستينيات، حيث مزج بين اللغة العربية والعامية، ما جعل مسرحه قريبا إلى الناس، انه الكاتب المسرحي "ألفريد فرج"، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 2005.

تميزت أعمال ألفريد فرج ببحثه الدءوب لتحقيق فكرة العدالة، وقد تنوعت أشكال التعبير عن هذه الفكرة، ونجح فيها جميعا وتميز عن أقرانه بالتفوق فى استلهام التراث، وتوظيف الفولكلور بطريقة بسيطة ومبدعة، حتى أن مصطلح السهل الممتنع يبدو وكأنه صك من أجل نصوصه المسرحية.

 

مصطفى الفقي: من الآباء المؤسسين لنهضة المسرح

كتب الدكتور مصطفى الفقي عن الفريد فرج قائلا: «شاءت مسيرة حياتى أن أقترب كثيرًا من شخصياتٍ مؤثرة فى اتجاهاتٍ متعددة، رغم التباين فى التخصص والاختلاف فى طبيعة العمل، ولقد جمعتنى بالكاتب المسرحى الراحل ألفريد فرج صلة وثيقة فى العقدين الأخيرين من عمره، فقد كان رجلًا ودودًا يتوهم أن فى يدى حل مشكلات الغير مهما كانت مستعصية، ولأنه كان يمثل قنطرة بين الأدب والفن، فإن ولاءه للمسرح كان مطلقًا، وإذا كان المسرح هو أبو الفنون، فإن الفريد فرج من الآباء المؤسسين لنهضة الحركة المسرحية فى النصف الثانى من القرن الماضى».

وأضاف: كان كاتبًا موهوبًا ودودًا مع البشر، يهيم فى عالمه الخاص، ويتحدث مع من يثق فيهم بصراحة مطلقة وود كبير، وأتذكره دائمًا بصوته الخفيض وضحكته العالية ولقاءاتنا الدائمة التى كان يبثنى فيها همومه النفسية والصحية، معبرًا عن حزنه لتدهور الحركة الفنية فى سنوات عمره الأخيرة، وكان يعتمد فى تحركاته على قرينته الفاضلة السيدة ثريا، وكان يصعب، بل ويستحيل، أن تكتشف من حديثه عقيدته الدينية، فهو القبطى الأرثوذكسى، الذى كان مصريًا قبل كل شىء وفنانًا قبل كل شىء يؤمن بالإنسان ويحترم كل العقائد.

التراث الشعبي المادة الخام في نتاجه المسرحي

الناقد الكردى لقمان محمود

وبحسب دراسة تحت عنوان «التراث فى مسرح ألفريد فرج» للشاعر والناقد الكردى لقمان محمود، قال فيها: "التراث الشعبى العربى عند ألفريد فرج هو المادة الخام الأساسية التى بنى عليها معظم نتاجه المسرحي، ومحطاته الكبرى كانت عند حكايات ألف ليلة وليلة، ومنها استمد عددا من أعماله المسرحية المهمة، لقد كانت ثورة يوليو عام 1952، التى حاولت أن تعيد صياغة أسس الواقع المصرى سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، مناخا ممتازا لظهور مسرح ناهض فى كل مكان تنوعت أشكاله، وأهدافه، فانقسم الإنتاج المسرحى المصرى فى تلك الفترة أقساما ثلاثة: القسم الأول: قدم المسرحية الاجتماعية النقدية، وأعلامها نعمان عاشور، سعد الدين وهبة، لطفى الخولى وألفريد فرج، حيث تحولت المسرحية على أيدى هؤلاء إلى كوميديا انتقادية ذات مضمون سياسى واضح.

 

مندور: صدمني في حلاق بغداد

 

وحسبما قال الكاتب محمد مندور، فى كتابه «فى المسرح المصرى المعاصر»: "قرأتُ فى الصحف عما فى مسرحية «حلاق بغداد» للأستاذ ألفريد فرج من مرح وجاذبية وجوٍّ شرقى وروح دعابة لطيفة، تذكر بجو ألف ليلة وليلة، أو شيطنة وعبقرية كاتب العرب الأكبر أبو عمرو بن بحر الجاحظ فى «المحاسن والأضداد»، وخُيِّل إلى أننى بذهابى لمشاهدتها فى المسرح القومى سأقضى ليلة ترويح ممتع من ليالى رمضان، على نحو ما أذهب أحيانًا إلى حى الحسين ومَبَاهِجِه الشعبية اللطيفة.

وبالفعل أخذتُ أوَّلَ الأمر أتلَقَّى مشاهد هذه المسرحية بهذه الروح أوطد النفس على المتعة الخفيفة المرحة فى صحبة نخبة ممتازة من ممثلى الكوميديا فى فرقتنا العزيزة، أمثال الكوميدى الموهوب عبد المنعم إبراهيم، والممثلة البارعة ملك الجمل، وأصحابهم النابهين، ولكنى لم ألبث أن رأيت عقلى يتحرك وإحساساتى العميقة تطفو ومعرفتى العريقة بالأدب الدرامى العالمى تطن فى رأسى وتمد الخيوط والوشائج، حتى نسيتُ أو كِدْتُ ما كُنْتُ قد وطَّنت عليه النفس من أننى سأشهد حدوته أو حدودتين تداعبان الحواس والخيال ولا شىء غير ذلك.

النمنم: مسيحي استلهم التراث الإسلامي

يرى الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة الأسبق، فى مقال سابق بعنوان "الفريد فرج مسيحي استلهم التراث الإسلامي" بأن الفريد فرج انشغل بالسير الشعبية واخذ منها مسرحياته مثل "الزير سالم" وكانت محاولة الفريد استلهام التراث في المسرح جزءًا من محاولات اخرى قام بها مجايلوه للبحث عن أرضية محلية وطنية لفن المسرح، ففي تلك الفترة دعا يوسف إدريس إلى المسرح الشعبي من خلال مسرح السامر وقدم رائعته "الفرافير" وكانت هناك محاولة صلاح عبدالصبور لجعل المسرح الشعري يحمل قضايا معاصرة في "مأساة الحلاج" حيث حاول عبدالصبور ربط مأساة الحلاج بقضايا الانسان العربي المعاصر، وفي هذا الاطار تأتي محاولة عبدالرحمن الشرقاوي في مسرحية 'الفتى مهران' والمهم ان الفريد فرج استمر في استلهام التراث، وخاصة ألف ليلة وليلة·