مع اقتراب امتحانات الفصل الدراسي الأول تتزايد مشاكل الصحة العقلية والنفسية بسبب زيادة الضغوط النفسية على الطلبة في ظل جائحة فيروس كورونا، وقد عانى الأشخاص من جميع الفئات العمرية من بعض مشاكل الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب والتوتر المزمن وغيرها مثلما حدث السنوات السابقة من إغلاق المدارس وإجراء الفصول الدراسية عبر الإنترنت وتأجيل الامتحانات بسبب الوباء.
أكد الدكتور محمد فتح الله الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” أن كثيرين من يقعون في فخ التفكير بأنه وخلال فترة الامتحانات، لابد من إنفاق كل دقيقة في الدراسة والمراجعة، ولكن الواقع غير ذلك، والتحضير الجيد للامتحانات لا يتمحور حول حفظ كل شيء من المادة، ولا حول تخصيص كل دقيقة من اليوم في الدراسة، وإنما يتعلق باتباع استراتيجيات ذكية في الدراسة.
وتابع: “يعتبر القلق، أحد أكثر المشاكل النفسية شيوعا لدى التلاميذ حيث يواجهون قلقاً خلال فترة الامتحانات، ويمتد القلق ليشمل أولياء أمورهم”.
وأوضح الخبير التربوي، أن القلق لا يكون ضارًا دائمًا ولكنه يسهل استعداد الإنسان والتكيف معه للمواقف العصيبة، القلق الأمثل له دور فعال في تعزيز الحافز والتعلم والأداء اضطرابات القلق على العكس من ذلك تتميز بتجربة ضائقة كبيرة وتضعف أداء الفرد.
تحديد أهداف دراسة واقعية
وأعلن الخبير التربوي، أن قدراً معيناً من القلق من الامتحان نشيطين ومتحمسين ويقظين ومركزين، لكن الكثير من القلق يمكن أن يتداخل مع أداء الاختبار عن طريق منع قدراتنا على الاسترجاع أو التفكير، أو من خلال تعزيز الأطر الذهنية السلبية، أو حتى عن طريق تعزيز ردود فعل الذعر.
وقال الدكتور محمد فتح الله، إن فترة الاختبارات تدوم عادة لأسبوع على الأقل، مما يعني أنك بحاجة للمحافظة على طاقتك المرتفعة طوال هذه الفترة، ومراكمة الدراسة، أو قضاء ساعات طويلة ليلاً في المذاكرة وحتى اللجوء إلى معززات الطاقة مثل المنبهات أو السجائر، جميعها ستستهلك طاقتك، وترهقك كثيرًا بعد بضعة أيام فقط ولن يأتي اليوم الأخير للاختبارات إلا وقد تحولت إلى انسان إلي حقيقي يمشي على الأرض ومن الصعب أن يكون الانسان الألي قادرًا على تحصيل علامات جيدة.
وشدد الخبير التربوي، علي أنه يجب في الأسابيع التي تسبق الامتحان، الاستعداد بمراحل وعادات مفيدة منها، الدراسة مقدما، وتنظيم المواد، وإدارة الوقت، والحد من التوتر، وطرق التدرب على الاسترخاء وتقليل التوتر، والاستماع إلى الموسيقى هادئة، والحياة صحية، والموازنة بين النوم والأكل، ووضع جدول متوازن يتضمن بعض فترات الراحة والتمارين والأنشطة الاجتماعية.
وطالب “قتح الله” بضرورة ممارسة التمارين الرياضية التي تسهم في التخلّص من التوتر المتراكم خلال فترة الامتحانات، خاصًة إن كان من الصعب عليك الذهاب إلى النادي الرياضي خلال الامتحانات، لذلك يمكنك أن تتمرن في المنزل، مضيفًا أن النوم لساعات كافية يساعدك على الراحة وإعادة شحن الطاقة، ليس هذا وحسب، بل له أثر إيجابي أيضًا في الحفاظ على المعلومات التي درستها سابقًا وتخزينها في الذاكرة طويلة الأمد، مما يضمن لك أداء أفضل.