الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم يوسف يكتب: صاحب الخلق العظيم

إبراهيم يوسف
إبراهيم يوسف

أخلاقه يقف أمامها الإنسان مشدوها  متحيرا! فهل هناك إنسان وصل إلى هذه الدرجةِ من الإنسانية بمعناها الواسع الحقيقي!

بعد تفكير عميق تأتي الإجابةُ عن قناعةٍ أكيدةٍ نعم هناك إنسان واحد فقط تجسدت فيه الإنسانية بمعناها الفعلي والقولي إنه صاحبُ الخلقِ العظيمِ كما مدحه ربُه سبحانه وتعالى. إنه من الممكن أن يضيف الإنسان لنفسه صفة العبودية بكثرة الطاعة وكثرة الصلاة والصيام والصدقة ولكن من الصعب أن يصبح انساناً ذا خُلقٍ عظيم كما كان النبي عليه الصلاة والسلام وهو الذي وضح وبيّن وحصَر الهدف من بعثته في أنه أتي من أجل أن يتمم  مكارم وصالح الأخلاق. وبالفعل أتمها صلى الله عليه وسلم في نفسه وأصحابه والصالحين من أمته الى قيام الساعة. 

أما في نفسه فحدث ولا حرج تجده صلى الله عليه وسلم أرحم الخلق بالخلق عمت رحمته العالمين إنسهم وجنهم حتى الجماد والنبات والحيوانات  نالها من جميل رحمة الرسول الله صلى الله عليه وسلم ما عرفناه وسمعناه وربما قرأناه. 

فانظر إليه صلى الله عليه وسلم حينما كان يبعث واصحابه لجهادٍ أوغزوة في سبيل الله  ، كان يوصيهم قائلا لا تقتلوا شيخا كبيرا ولا إمرأة ولاطفلا ولا عابدا في صومعته لا تحرقوا بيتا ولا تقطعوا شجرا.

إذا كانت أخلاقه في حربه هكذا فكيف أخلاقه في سِلمِه صلى الله عليه وسلم إنها الرحمة التي بعثه الله من أجلها وبها فأرسله رحمة للعالمين.

انظر إلى رحمته صلى الله عليه وسلم يوم أن بال الأعرابي في  مسجده النبوي الشريف فأراد أصحابه أن يؤذوا الرجل فنهاهم النبي وانتظر حتى فرغ الرجل من بوله فعلمه وأدبه وبيّن له حرمة ما يفعل. أي رحمة هذه ؟ 

كان ارحم الناس معلما وكان ارحم الناس إنسانا وكان ارحم الناس قائدا صلى الله عليه وسلم. 

أما عن رحمته بالحيوانات فحدث ولاحرج ألم تأتي الناقة إليه يوما واضعةً رأسها على كتفه الشريف شاكية باكية ما يفعله صاحبها بها من تعذيب وتجويع فيقول النبي لصاحبها 
اتق الله فيها ولا تتعبها وتجيعها. حتى الجزع الذي كان يخطب النبي عليه في مسجده حن إليه باكيا حينما تركه واعتلى المنبر الجديد للخطبةعليه صلى الله عليه وسلم.

أما عن عدل النبي صلى الله عليه وسلم فهو أعدل الخلق. أليس هو الذي اقسم أن يقطع يد ابنته فاطمة لو سرقت فكيف بغيرها !

انظر ماذا فعل مع صاحبه سواد حينما طعنه في بطنه وهو يسوي الصفوف غيرقاصد أن يوجعه فلما أوجعته  كشف النبي عن بطنه وقال له خذ حقك واقتص لنفسك . اي عدل هذا!

أما عن خلق العفو والصفح في حياة النبي فكان أكثر الناس عفوا وصفحا صلى الله عليه وسلم وخير شاهد على هذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم يوم  الفتح الأعظم لمكة في رمضان من العام الثامن من هجرته صلوات الله عليه حينما ملكه الله رقاب الذين طردوه  وقالوا عنه ساحر ومجنون . ماذا فعل النبي بهم؟ عفا عنهم وكان العفو خُلُقه العظيم . وقال لهم لا تثريب عليكم ثم أطلق سراحهم صلى الله عليه وسلم وأمنهم وأكرمهم.

إن أخلاق المعصوم صلى الله عليه وسلم من الرقي بمكان كيف لا والله أثنى  عليه واصفاً أخلاقه بالعظمة.وإنك لَعلَى خُلُقٍ عظيم.

إن أمته صلى الله عليه وسلم أحوج ما تكون في هذه الأيام إلي أخلاقه الطيبه وهي التي أرشدها النبي الكريم إلى ان حسن الخلق أكثر ما يدخلهم الجنه. 
فكيف لأمة ترجوا نهوضاً
                    إذا فسدت خلائِقُهَا قيامُ
تقومُ حضارةُ وتزولُ أخرَى
                     وليسَ لفاسدٍ مِنها دوامُ