الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من دراسة الطب لـ أهم المترجمين العرب.. محطات فى حياة صالح علماني

المترجم الفلسطيني
المترجم الفلسطيني الراحل صالح علماني

صادف أمس ذكرى وفاة المترجم الفلسطيني الكبير صالح علماني والذي توفي عام 2019م عن 70 عاما بعدما ترك إرثًا كبيرًا من ترجمات الأدب اللاتيني للقراء العرب. 

بدأ صالح في بداية حياته بدراسة الطب في إسبانيا ثم اتجه إلى دراسة الأدب الإسباني وذلكَ مع صعود تيار الرواية اللاتينية وبروزها عالميًا في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات.
 


 

بدأ صالح علماني عملهُ في وكالة الأنباء الفلسطينية ثم أصبحَ مُترجمًا في السفارة الكوبية بدمشق وعمل في وقتٍ لاحقٍ في وزارة الثقافة السورية وبالتحديد في مديرية التأليف والترجمة وكذا في الهيئة العامة السورية للكتاب إلى أن بلغَ سنَّ التقاعد عام 2009. 

تخصص صالح منذ أواخر السبعينيات في ترجمة الأدب الأمريكي اللاتيني ثمَّ زادت شهرته حينما ترجمَ لأبرز كتاب أمريكا اللاتينية بما في ذلك جابرييل جارسيا ماركيز و‌إيزابيل اللندي و‌جوزيه سارماجو و‌إدواردو جاليانو وآخرين. 

بعدما ترجمَ عشرات الكُتب عن الإسبانية؛ طالبَ خمسةٌ من أبرز كتّاب أمريكا اللاتينية الذين ترجم لهم الحكومة الإسبانية بأن تمنحه الإقامة تكريمًا لمنجزه في «نقلِ إبداعات اللغة الإسبانية إلى العربية»؛ وهو ما حصلَ حينما مُنح الإقامة في إسبانيا مع عائلته بعد نزوحه من سوريا. 

حصلَ علماني عام 2015 على جائزة «جيرار دي كريمونا» للترجمة، كما شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العربية والدولية حول الترجمة، وأشرف على عدد من ورش الترجمة التطبيقية في الترجمة في معهد سيرفانتس بدمشق.

علماني كان يرى أن المشكلة أثناء الترجمة في اللهجات الأمريكية اللاتينية وليس في اللغة الإسبانية بحدّ ذاتها؛ حيثُ إن تلك اللهجات تختلف من بلد إلى آخر لكنَّ «دراسته الطب ومعرفتهُ بشعوب القارة وأحوال معيشتهم وحكاياتهم وخرافاتهم وآلامهم وموسيقاهم، واطلاعه على تاريخ أمريكا اللاتينية بشكلٍ عام ساعده في فهمِ كل الاختلافات. 

ترجم علماني بجهد يبلغ العشر ساعات يوميًا عشرات الكتب باللغة الإسبانية في الرواية، الشعر، مختارات شعرية،مسرحيات، روايات للأطفال، روايات وثائقية، قصص قصيرة، دراسات، دراسات نقدية مثل نيرودا لأبيرتو كوستي،مقالات، مذكرات، وصولًا إلى كتب تراثية وكلاسيكية مثل الديكاميرون لبوكاشيو، البوبول فو -كتاب المجلس- الكتاب المقدس لقبائل الكيتشي بحضارة المايا، وحتى ورش السيناريو "نزوة القص المباركة، كيف تحكي حكاية، وكتب تاريخ مثل "تاريخ الحضارات القديمة ما قبل الكولومبية"، لاوريت سيجورنه، وكذلك أدب الرحلات ككتاب "الرحلة من سيلان إلى دمشق" لأدولفو ريفادنييرا؛ ووصلت أعماله إلى ما يزيد على مائة عمل عن الإسبانية، محصلة جهوده الدءوبة خلال أكثر من ثلاثين عامًا في ترجمة أدب أمريكا اللاتينية، والأدب الإسباني عمومًا.