بدأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الخميس الماضي، زيارة إلى دول الخليج والتي تستمر لمدة 3 أيام، وتشمل السعودية والإمارات وقطر، وذكرت مصادر في قصر الإليزيه في عرض تقديمها للجولة، أن هناك العديد من المسئولين رافقوا ماركون في جولته، وهما: وزراء الخارجية والدفاع والاقتصاد والثقافة ومجموعة من النواب وعددا من مسؤولي كبريات الشركات الفرنسية الفاعلة في المنطقة، وخلال زيارة السعودية انضم إليهم وزير التجارة الخارجية.
وركزت هذه الجولة الخليجية على عدة مواضيع، أهمها: أزمات الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والملفين اللبناني والليبي.
شراء طائرات الرافال
وعلى الصعيد الاقتصادي، قد يتم الإعلان عن طلب شراء عشرات الطائرات المقاتلة من طراز "رافال" من قبل الإمارات، ولكن لم تصدر أى معلومات من الرئاسة الفرنسية أو مجموعة "داسو" لصناعة الطائرات حول ذلك.
قال الإليزيه إن فرنسا "تجمعها شراكة طويلة الأمد" مع الإمارات، مشيرا إلى أن الزيارة "ستسمح بتعزيزها سياسيا واستراتيجيا ودفاعيا وأيضا اقتصاديا وثقافيا".
وأشار الإليزيه إلى أن هناك تعاوناً وثيقاً بين باريس والسعودية والإمارات وقطر في محاربة الإرهاب، ويسعى ماكرون إلى تعزيز التعاون بين الأجهزة المعنية، وأشارت المصادر إلى أن باريس تعتبر السعودية "لاعباً رئيسياً، وأن السياسة الطموحة التي يسعى إليها ماكرون لجهة تعزيز الحرب على الإرهاب، وخفض التوترات في المنطقة، تستدعي الحوار الوثيق مع السعودية، بالطبع إلى جانب العلاقات الثنائية" التي تربط البلدين.
الملف النووي الإيراني
ورحب الإليزيه لكل الحوارات البينية التي من شأنها خفض التوتر في المنطقة، وفي إشارة إلي الاتصالات التي جرت في الأشهر والأسابيع الأخيرة بين مسؤولين خليجيين وإيرانيين، والتي أن تدفع باتجاه بنساء شرق أوسط مستقر، كما سيكون الملف النووي الإيراني الذي عدته المصادر الفرنسية على رأس مواضيع البحث حاضراً، إلى جانب المسائل الإقليمية المرتبطة بالدور الإقليمي لطهران الذي تعده دول الخليج وباريس مزعزعاً للاستقرار.
وكان ماكرون قد استبق زيارته إلى دول الخليج بالتواصل، مساء أول من أمس، مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للمرة الثانية، وذكر قصر الإليزيه، في بيان له، أن ماكرون طلب من رئيسي الانخراط «بشكل بناء» في المحادثات النووية التي استؤنفت الاثنين في فيينا، وطالبه بأن «تعود إيران إلى احترام جميع التزاماتها بشكل كامل بموجب الاتفاق النووي، مع عودة الولايات المتحدة إليه»، إضافة إلى التزاماتها إزاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن تستأنف بسرعة التعاون الذي يمكن الوكالة من أداء مهمتها، مشددة على أن الهدف النهائي أن تفضي المحادثات إلى عودة سريعة إلى الاتفاق.
وفي هذا الصدد، قال رئيس جمعية مصر فرنسا 2000، خالد شقير، إن جولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى دول الخليج تأتي في وقت هام جدا، لتحقيق مكاسب على المستوى الداخلي، وبصفة خاصة بعد خسارة فرنسا بالملف الخاص بالغواصات الفرنسية مع استراليا.
وأضاف شقير في تصريحات لـ «صدى البلد»، أن هذه الزيارة تأتي في إطار عقد وإبرام بعض الاتفاقيات الاقتصادية واتفاقيات الاسلحة، خاصة في ظل وجود اتفاقيات ثقافية بين فرنسا والإمارات، معتقدا أن عقد فرنسا لهذا العقد العسكري وطائرات رافال مع الإمارات، ستخدم الرئيس الفرنسي وسترفع الاقتصاد الفرنسي، وتحقيق كثير من المكاسب التي حققتها شركة داسو بالأمس، بنسبة ٦ نقاط حققتها في البورصة.
الملف اللبناني
وأشار شقير، إلى أن الزيارة لها أهداف جيواستراتيجية، وتحاول أن تضع فرنسا في مكانها الطبيعي في منطقة الشرق الأوسط، كاشفا أن الملف اللبناني أحد أهم أهداف الزيارة، معتقدا أن الرئيس الفرنسي كان له دور هام في دفع وزير الإعلام اللبناني في تقديم استقالته، وذلك لإعطاء الملف اللبناني أهمية كبيرة، وهذا ما يشمل حديث الرئيس الفرنسي مع ولي العهد السعودي هذا اليوم.