الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روسيا والناتو في وضع الاستعداد|من يطلق الرصاصة الأولى في الحرب العالمية الثالثة؟

القوات الروسية على
القوات الروسية على الحدود الأوكرانية

تزداد حدة التوترات القائمة على الحدود بين روسيا وأوكرانيا، بجانب حرب التصريحات القائمة منذ أسابيع، الصادرة عن واشنطن وموسكو وكييف، وبروكسل، في ظل الحشود العسكرية التي تنذر بحرب على ضفاف البحر الأسود، والتي أصبحت ساحة للحشود العسكرية بين روسيا من جهة وحلف شمال الأطلسي من جهة أخرى.

لا تخفي واشنطن دعمها الشديد لأوكرانيا، فقد جدد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن التحذير من أي عدوان روسي جديد على أوكرانيا، لما له من تداعيات خطيرة، موضحا أن واشنطن لديها أدلة تثبت أن روسيا تعتزم شن هجوم على أوكرانيا، نظرا لأن موسكو كثفت خططها لشن عمل عسكري محتمل، بالتزامن مع نشر عشرات الآلاف من القوات القتالية الإضافية قرب الحدود.

رد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بقوله إن الولايات المتحدة تحيط روسيا بقواعد عسكرية من جميع الجهات، متهما واشنطن وبروكسل بإثارة وتضخيم الهستيريا العسكرية على الحدود مع روسيا، في إشارة منه إلى القوات العسكرية التابعة لحلف شمال الأطلسي الموجودة في أوكرانيا.

واتهم الخارجية الروسية على لسان المتحدث الرسمي لها، بأن أوكرانيا تحشد نصف قواتها العسكرية قرب الحدود الروسية، بجانب نشر معدات ثقيلة هناك.

وفي ظل هذه التطورات الخطيرة، يستعرض "صدى البلد"، أبرز المعلومات عن الأزمة القائمة بين روسيا، والدول الغربية على الأراضي الأوكرانية خلال السطور التالية.

تاريخ الأزمة

تصاعدت الخلافات منذ عام 2014، عندما استعادت روسيا شبه جزيرة القرم، مما أدى إلى تصاعد الخلاف بين الطرفين بسبب  أزمات عديدة تلت ذلك، كان البداية عندما اتهمت أمريكا روسيا، بالتدخل في الانتخابات الأمريكية وقيامها بعمليات القرصنة الألكترونية، بجانب أزمة تأشيرات الدبلوماسيين، واشتد التوتر مؤخرا بسبب الاتهامات الأمريكية روسيا بالاستعداد لغزو أوكرانيا.

طرد الدبلوماسيين

إضافة لهذه الاتهامات والتصريحات المتبادلة، دعت الخارجية الروسية، الأربعاء الماضي، موظفي السفارة الأمريكية الموجودين في موسكو منذ أكثر من 3 سنوات، بالرحيل، عن بلادهم بموعد أقصاه 31 يناير من العام المقبل، موضحة أن هذا القرار جاء نتيجة فرض الولايات المتحدة قواعد هذه اللعبة، بعدما قال سفير موسكو لدى الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، إن 27 دبلوماسيا روسيا وعائلاتهم طُردوا من الولايات المتحدة يغادرونها نهاية يناير القادم.

كان هذا هو الحال على المنصات الدبلوماسية بين الطرفين، أما المشهد على الأرض فهو معقد للغاية، حيث تجري حاليا العديد من المناورات لحلف شمال الأطلسي في البحر الأسود، وبدأ المسؤولون الأوروبيون يرددون خلال الفترة الأخيرة تصريحات بشأن الحشود العسكرية الروسية الكبيرة على الحدود الأوكرانية، إلى أن وصلت إلى  اتهام موسكو مباشرة بالاستعداد لحرب واسعة.

أمريكا تسرب الخطة  الهجومية

وقالت صحيفة واشنطن بوست، إن أجهزة المخابرات الأمريكية وجدت أن الكرملين يخطط لشن هجوم متعدد الجبهات، في وقت مبكر من العام المقبل على أوكرانيا، موضحة أن ما يصل إلى 175 ألف جندي روسي يشاركون في الهجوم.

من جانبه أكد مسؤول بالإدارة الأميركية، أن الخطط الروسية تدعو لشن هجوم عسكري على أوكرانيا بعدد كبير من القوات يبلغ ضعف ما كان في الربيع الماضي، خلال التدريبات المفاجئة لروسيا بالقرب من حدود أوكرانيا، وتتضمن خطط موسكو بحسب المسؤول، تحركات مكثفة لـ 100 كتيبة تكتيكية مع ما يقدر بنحو 175000 فرد، إلى جانب الدروع والمدفعية والمعدات.

وتظهر الوثائق الاستخباراتية الأمريكية، التي تتضمن صور الأقمار الصناعية، أن القوات الروسية تحتشد في 4 مواقع، حيث تم نشر 50 مجموعة تكتيكية في الوقت الحالي.

أعداد القوات الروسية

وعن التقدير الأوكراني للقوات الروسية، فتتوقع كييف أن هناك ما يقارب من 94 ألف جندي روسي على الحدود، أما الخرائط الأمريكية فتقدر القوات الروسية بـ 70 ألف جندي، ولكنها تتوقع زيادة الأعداد إلى 175 ألفا.

كما وتشير وثيقة الاستخبارات الأمريكية، إلى أن القوات الروسية ربما تترك معدات في منشآت التدريب، للسماح للهجوم على أوكرانيا بالبدء بسرعة، وأيضا من الإشارات التي استندت عليها أمريكا، أنه أثناء الاقتراب من لحظة الاجتياح، تشن الحكومة الروسية أيضا حملة دعائية.

وتشير المعلومات الأخيرة أيضا إلى أن المسؤولين الروس اقترحوا تعديل العمليات الإعلامية الروسية ضد أوكرانيا للتأكيد على الرواية القائلة بأن الزعماء الأوكرانيين تم تنصيبهم من قبل الغرب، ويكرهون روسيا ويتصرفون ضد مصالح الشعب الأوكراني.