الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كسر ظهره.. ذكريات أحمد فؤاد نجم وعبدالحليم حافظ في ملجأ الزقازيق| نوستالجيا

أحمد فؤاد نجم وعبدالحليم
أحمد فؤاد نجم وعبدالحليم حافظ

ذكريات أليمة عاشها الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، الذي عاش سنوات طفولته باسم "94" وهو رقم سريره في الملجأ الذي تربى فيه بعد وفاة والده، ليجاوره بعد أقل من عام من إقامته على سرير رقم "95" المطرب الراحل عبد الحليم حافظ،، ليشكلا معا ثنائيا عاشق للغناء والطرب.


كان قد ولد أحمد فؤاد نجم (22 مايو 1929 - 3 ديسمبر 2013) ، بإحدى قرى محافظة الشرقية، وأطلق عليه أبوه اسم أحمد فؤاد تيمنا باسم ملك مصر في ذلك الوقت، ولكن الرياح أتت بما لا يشتهي والده.

 

إذ توفي والده عزت أفندي نجم، وترك ضابط الشرطة أصغر ابناءه ليوجه مصيره في الحياة بمفرده بلا أب أو أم، ولم يقدم أحدا من عائلته المساعدة له أو تربيته، فكان مصيره المناسب كما رأوا ملجأ للأيتام بمدينة الزقازيق.

 

وحدة وصمت

ووفقا لمذكراته الشخصية "الفاجومي" التي قدمها الكاتب صلاح عيسى، قال عنه خلال هذه الفترة: "كانت تثقله مشاعر الوحدة، فيغيب في فترات صمت طويلة حتى لمن يحيطون به أنه نسى الكلام".

 

وفي وحدة وانفراده في الملجأ لم يجد إلا طفل يتيم وحيد من زملائه يشبهه إلى حد كبير في حبه للفن والغناء، وكان هذا الطفل من قرية "الحلوات" واسمه "عبدالحليم شبانة"، ووجد الصديقان في قربهما من بعضهما البعض سعادة بالغة.

 

اكتشف أحمد فؤاد نجم وصديقه الحزين أن الغناء مؤنسهما في غربة اليتم وعزاءهما الوحيد في الملجأ، ظلا معا يغنيان ويحفظات المقامات والتواشيح والطقاطيق والادوار الموسيقية، عشقا الطرب حتى أصبح شقيقهم الثالث.

 

وقال نجم في لقاء تليفزيوني قديم عن علاقته بعبد الحليم حافظ في الملجأ، وقال: "كنت اخجل من نفسي لغنائي مع عبدالحليم، وكان قائد الأوركسترا محمود أفندي حنفي، وكان عازف قوي مثل إبراهيم عبدالرازق، وحين كان المسؤول عن الملجأ لفترة كان يستدعيني أنا وعبدالحليم هو يغني - حياتي أنت - وأنا اغني - ما دام تحب بتنكر ليه ".

 

وتابع الفاجومي: "لم أتخيل مدى الجراة التي كنت املكها، نظرا لأن عبدالحليم في طفولته كان صوته في غاية الرقة والعذوبة مثل فيروز، وخرج من الملجأ قبلي لفترة نظرا لسقوطه من اعلى سطح الملجأ وأصيب بكسر في الظهر وتم نقله لمستشفى الزقازيق الأميري وهناك انتقل إلى القاهرة للإقامة مع شقيقه إسماعيل".

 

أما أحمد فؤاد نجم فقد غادر الملجأ كما دخله يتيما وفقيرا ووحيدا، وعاش مع حياة الصعاليك على حد وصف "صلاح عيسى"، التقط رزقه من بين أنياب الوحوش وبدلا من أن يصبح ملكا كالملك الذي تمت تسميته نسبة إليه، لم يلازمه إلا سوء الحظ.