الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جورج قرداحي يعلن استقالته بعد الأزمة بين لبنان ودول الخليج.. ميقاتي يتطلع لإعادة العلاقات الطبيعية مع السعودية.. والرئيس اللبناني: نأمل أن تسهم الاستقالة في وضع حد للأزمة

جورج قرداحي يعلن
جورج قرداحي يعلن استقالته بعد الأزمة بين لبنان ودول الخليج

بعد أسابيع من تصريحات أشعلت أزمة بين لبنان ودول الخليج، قدم وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي استقالته من حكومة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، في محاولة للحد من الخلاف.

وكتب قرداحي في استقالته الموجهة لرئيس الحكومة اللبنانية إن "مصلحة الوطن أكبر من مصلحة الأشخاص وإن حماية أهل وطني أهم من أي اعتبار آخر".

وتابع "لأنني لا أريد أن أكون جسر عبور للانتقام من بلدي وأهلي.. أتقدم باستقالتي من الحكومة متمنيا لكم التوفيق وللبنان النجاة".

وكشف قرداحي عن أن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيفتح مع السعودية موضوع عودة العلاقات مع لبنان خلال زيارته".

ميقاتي يسعى لإعادة العلاقات الطبيعية مع دول الخليج

أعلنت الرئاسة اللبنانية، الجمعة، أن الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قبلا استقالة وزير الإعلام.

وقال ميقاتي في بيان إن استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي كانت ضرورية، مضيفا "نتطلع إلى إعادة العلاقات الطبيعية مع السعودية ودول الخليج الأخرى".

وكان نجيب ميقاتي استقبل الوزير المستقيل جورج قرداحي عصر اليوم في السراي الحكومي، وتسلم منه استقالته، ثم وقع رئيس مجلس الوزراء مرسوم  قبول الاستقالة  وأحاله إلى رئيس الجمهورية.

وأكد ميقاتي أن "استقالة الوزير كانت ضرورية بعد الأزمة التي نشأت مع  المملكة العربية السعودية وعدد من  دول مجلس التعاون الخليجي، ومن شأنها أن تفتح بابا لمعالجة إشكالية العلاقة مع الأشقاء في المملكة ودول الخليج، بعد تراكمات وتباينات حصلت في السنوات الماضية".

وأوضح أن "لبنان كان وسيبقى عربي الهوية والانتماء، وهو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم بمواثيقها، ويتطلع الى افضل العلاقات مع الأشقاء العرب".

وأشار إلى أن "ما يجمع بين لبنان والمملكة العربية السعودية من علاقات أخوة تاريخية  متينة كفيل بتجاوز كل التباينات العابرة والملاحظات التي تحمل في طياتها عتب محب ليس إلا وكذلك الامر مع سائر دول مجلس التعاون الخليجي التي نقدر ونحترم ونحرص على الحفاظ عليها وعلى امنها وسلامتها".

وأضاف ميقاتي أن "الحكومة عازمة على التشدد في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بضبط الحدود البحرية والبرية ومنع كل أنواع تهريب الممنوعات الذي يضر بأمن الدول العربية الشقيقة وخصوصيتها ،ولا سيما منها دول الخليج والسعودية بشكل خاص".

كما أكد رئيس الوزراء اللبناني رفض الحكومة  كل ما من شانه الإساءة الى أمن دول الخليج واستقرارها، داعية كل الأطراف اللبنانية إلى وضع المصلحة اللبنانية فوق كل اعتبار، وعدم الإساءة بأي شكل من الأشكال إلى الدول الشقيقة والصديقة أو التدخل في شؤونها.

واختتم ميقاتي بيانه قائلا "نبدي أسفنا لما حصل سابقا وأن يكون صفحة من الماضي قد طويت، نتطلع إلى إعادة العلاقات الطبيعية بيننا وبين الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج على قاعدة الاحترام والمحبة وحفظ سيادة كل دولة وأمنها وخصوصيتها وكرامة شعبها".

الرئيس اللبناني: نأمل أن تساهم الاستقالة في حل الأزمة

أعرب رئيس لبنان ميشال عون عن أمله ه في أن تساهم استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، في وضع حد للأزمة مع دول الخليج.

وقالت الرئاسة اللبنانية "‏الرئيس عون جدد خلال تسلمه كتاب استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي التأكيد على حرص لبنان على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية متمنياً أن تضع الاستقالة حداً للخلل الذي اعترى العلاقات اللبنانية – الخليجية".

فيما أجرى رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اتصالاً بوزير التربية والتعليم العالي ووزير الإعلام بالوكالة القاضي عباس الحلبي، حيث كلفه بتصريف الأعمال في وزارة الإعلام في المرحلة الانتقالية بعد استقالة جورج قرداحي.

وكان وزير الإعلام اللبناني قد أشعل أزمة مع دول الخليج، في أكتوبر الماضي، بعد أن قال خلال برنامج تلفزيوني، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أرضهم"، متحدثا عن دور المملكة العربية السعودية والإمارات في حرب اليمن.

وسبق أن أكدت الحكومة اللبنانية أن تصريح قرداحي لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية التي تتمسك بروابط الأخوة مع الأشقاء العرب.

ودفعت تصريحات قرداحي المملكة العربية السعودية لطرد السفير اللبناني واستدعاء سفيرها لدى لبنان للتشاور، كما فرضت السعودية حظرا على جميع الواردات من لبنان.

واعتبرت السعودية أن "هذه التصريحات تمثل حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة وسياساتها، فضلا عما تتضمنه التصريحات من افتراءات وقلبٍ للحقائق وتزييفها".

ووقتها، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان أن أحدث أزمة مع لبنان ترجع أصولها إلى التكوين السياسي اللبناني الذي يعزز هيمنة جماعة "حزب الله" المسلحة المدعومة من إيران، ويتسبب في استمرار عدم الاستقرار.

وقال الوزير السعودي "أعتقد أن القضية أوسع بكثير من الوضع الحالي.. أعتقد أن من المهم أن تصوغ الحكومة في لبنان أو المؤسسة اللبنانية مسارا للمضي قدما بما يحرر لبنان من الهيكل السياسي الحالي الذي يعزز هيمنة حزب الله".

وفي ذات السياق، اتخذت الإمارات والبحرين والكويت خطوات دبلوماسية مماثلة ضد لبنان، ولم تعلق أي من الدول الخليجية رسميا على استقالة قرداحي.