شروط الصدقة المقبولة.. يبحث كثير منا عن شروط الصدقة المقبولة، وهل هناك فرق بين الزكاة والصدقة؟، وهل تجوز الصدقة للأقارب؟، وغير ذلك من الأمور التي تشغل بال عموم المسلمين لتحصيل الأجر الكامل.
شروط الصدقة المقبولة
والصدقة: ما يعطى للفقير ونحوه من مالٍ أو طعامٍ أو لباسٍ على وجه القربى لله، لا المكرمة، وهي أنواع عديدة منها: صدقة التطوع وهي إخراج المال تطوعاً وتقرباً إلى وجه الله، صدقة السر وهي إخراج المال دون إعلام في الخفاء طلباً لثواب الله وتقرباً لوجهه، وصدقة العلانيةوهي إخراج المال أمام الناس ظاهراً لهم، إلخ.
وورد في القرآن الكريم آيات بينات تحث على الصدقة منها قوله تعالى: "خذ من أموالهم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بها"، وأيضاً: "فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ".
كما دلت الأحاديث النبوية الشريفة على فضل الصدقة ومنها ما رواه أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى» [رواه مسلم]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله:« كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة، أو يعين الرجل في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة» [رواه البخاري ومسلم]
بينما الزكاة فهي ركن من أركان الإسلام الخمسة واجبة على كل من توافرت فيه شروطها وتصرف في مصارفها الثمانية الشرعية، التي بيَّنها الله تعالى بيانًا شافيًا، وأخبر عز وجل أن ذلك فريض، وأنه مبني على العلم والحكمة، فقال جل ذكره: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» التوبة/60، موضحا فهؤلاء ثمانية أصناف هم أهل الزكاة الذين تدفع إليهم.
شروط الصدقة المقبولة
يذهب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إلى أن للصدقة معنى أعم وأشمل من إعطاء المال ونحوه على وجه التقرب، وهذا المعنى الشامل يجعل الدين كله تصدق من العبد، وربما صدقة بهذا المعنى الشامل تعني الأجر، أي كل ما يثاب عليه المؤمن ويمن الله عليه به بالأجر فهو صدقة، ولذا فأطلق الشرع الشريف الصدقة على أغلب الدين، ومنه ما بينه الإمام النووي حيث قال: "اعلم أن حقيقة الصدقة إعطاء المال ونحوه بقصد ثواب الآخرة".
شروط الصدقة المقبولة
وقد بين الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، شروط قبول الصدقة حيث قال بأن تكون بإخلاص لله عز وجل، ومن كسب طيب، ووقعت في محلها، فبهذه الشروط تكون مقبولة بمقتضى الدلائل الشرعية، موضحاً أن الصدقة من الإنفاق المأمور به شرعاً، والإحسان إلى عباد الله إذا وقعت موقعها، والإنسان مثاب عليها وكل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة وهي مقبولة سواء كان على الإنسان دين أم لم يكن عليه دين، إذا تمت فيها شروط القبول.
وأضاف وسام، فى إجابته على سؤال: هل يجوز إخراج الصدقة من فلوس سلف؟، أن كانت هذه الصدقة لن تؤثر عليك فى سداد هذا الدين فلا مانع فيقبل الله صدقة أحدنا ولو بشق تمرة، لافتاً إلى أنه لا يشترط أن لا يكون على الإنسان دين، لكن إذا كان الدين يستغرق جميع ما عنده فإنه ليس من الحكمة ولا من العقل أن يتصدق -والصدقة مندوبة وليست بواجبة- ويدع ديناً واجباً عليه، فليبدأ أولاً بالواجب ثم يتصدق.
هل تجوز الصدقة من أرباح البنوك؟
ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال البث المباشر بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يقول : هل أرباح البنوك وعائدتها من الأمور الجائز إنفاقها في أوجه البر أم أنها محرمة؟
وقال الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، في إجابته عن سؤال : هل تجوز الصدقة من أرباح البنوك؟: إن أرباح المال المودع في البنوك هو ثمرة استثمار حلال لا شبهة فيه وبالتالي يجوز إخراجها في أوجه الصدقات أو النفقة على نفسي.
حكم إخراج الصدقة بنية قضاء الحاجة
وقد ورد سؤال إلى صفحة دار الإفتاء الرسمية يقول صاحبه: "حكم إخراج الصدقة بنية قضاء الحاجة وأيضا أن يهب ثوابها للميت" ومن جانبه قال الدكتور أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أنه لا حرج في ذلك وأوضح أن الصدقة ثوابها عظيم جدا عن الله، لافتا إلى أن الصدقة تطفئ نار الرب وتغفر الذنوب ، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "داوو مرضاكم بالصدقة" .
وأضاف أمين الفتوى خلال رده على سؤال “ ما حكم إخراج الصدقة بنية قضاء الحاجة ”كلما تعثر أمام الإنسان أمر ما عليه أن يبادر بإخراج الصدقة ،مؤكدا أن الصدقة جائزة في كل وقت وعلى كل حال.
فضل الصدقة
قال الشيخ إبراهيم الدسوقي، أحد علماء الأزهر الشريف، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان قدوة في كل شئ، مؤكدا أن الصحابة كانوا يتأسون بخلق النبي حتى في مشيته وخلقه.
وأضاف إبراهيم الدسوقي، خلال لقاء له لبرنامج “تفاصيل” عبر فضائية “صدى البلد2” تقديم الإعلامية نهال طايل، أن الله أمرنا باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم لقوله “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة”، موضحاً أن هناك فضلا كبيرا من فعل الصدقة، مضيفا أن من يبخل؛ في الواقع هو يبخل على نفسه، والصدقة تغفر الذنوب، وتسهل الأمور.
وأشار "الدسوقي" إلى أن المال أكبر فتنة مع الإنسان، خاصة على الذي يبخل على حقوق الله في المال.