قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الشريعة الإسلامية تؤكد كل شريعةٍ قبلها .. تؤكد أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الخلق عبثا وأنه أرسل الرسل وأنزل الكتب وجعل صلةً بينه وبين مخلوقه ليرشدهم إلى سعادة الدارين من لدن أبينا آدم حيث أوحى الله إليه ما أوحى وإلى خاتم النبيين والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم.
وأضاف جمعة عبر الفيسبوك: جاءت تلك الشرائع كلها تدعو إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وتدعو إلى عمارة الكون وتدعو إلى تزكية النفس وتدعو إلى إخراج الناس من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد سبحانه وتعالى.
وتابع: جاءت تلك الشرائع كلها تدعو الناس إلى حفظ النفس وإلى حفظ العقل وإلى حفظ الدين وإلى حفظ كرامة الإنسان وعِرضه وإلى حفظ مِلك الإنسان وماله وسميت هذه بالمقاصد الخمسة العليا لأن كل دين قد دعا إليها.
وأكمل الدكتور علي جمعة: لم يأت نبي قط فيبيح الهرج والمرج والقتل والتظالم بين الناس في دمائهم .. لم يأت نبي قط ويدعو الناس إلى الخرافة أو إلى إهانة العقل الذي خلقه الله سبحانه وتعالى مناطاً للتكليف .. لم يأت نبي قط ويدعو الناس إلى أن يتخذوه إلهًا من دون الله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ} الذي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} .
لم يأت نبي قط ويدعو الناس إلى أن يتسلط بعضهم على بعض فيبيح السب والقذف والتعذيب، بل كل نبيٍ دعا إلى كرامة الإنسان وحقوقه ودعا إلى احترام الآدمي باعتباره أن الله قد خلقه على صورة أبيه آدم الذي كرمه وشرفه.
وأكد الدكتور علي جمعة أن النبي ﷺ ينهانا أن نضرب الوجه فيقول: (اتق الوجه فإن الله قد خلق آدم على صورته) أي على صورة ذلك المضروب؛ فاحترامًا لهذا الإنسان الأول الذي كرّمه الله وأسجد له الملائكة كرّم الله أبناءه وأعز وجوههم سواء أعرفوا الله أم لم يعرفوه، وسواء آمنوا أم كفروا، وسواء أصلحوا في الأرض أو أفسدوا فيها.
حفظ الله كرامة الإنسان كرامةً لآدم عليه السلام وأمرنا الله ألا نكون سفهاء لا في تحصيل الأموال ولا في إنفاقها فحرّم علينا الحرام وأباح لنا المباح وحفظ علينا مقاصد الشرع الشريف الذي إذا ما حفظناها على أنفسنا نلنا سعادة الدارين.