حكي الدكتور نوح العيسوي، وكيل وزارة الأوقاف، موقف للنبي الكريم حينما رأى جنازة رجل يهودي مرت أمامه.
واستشهد نوح العيسوي، في خطبة الجمعة، من المسجد الكبير بمحافظة الغربية، بما روى عن قَيْسَ بنَ سَعْدٍ، وَسَهْلَ بنَ حُنَيْفٍ، كَانَا بالقَادِسِيَّةِ فَمَرَّتْ بهِما جِنَازَةٌ فَقَامَا، فقِيلَ لهمَا: إنَّهَا مِن أَهْلِ الأرْضِ، فَقالَا: إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَرَّتْ به جِنَازَةٌ، فَقَامَ فقِيلَ: إنَّه يَهُودِيٌّ، فَقالَ: أَليسَتْ نَفْسًا.
وقال خطيب المسجد الكبير بمحافظة الغربية، أن إنسانية الحضارة الإسلامية تتجلى في ترسيخ قيم المحبة والاحترام وإعطاء كل ذي حق حقه ، فيقول النبي "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا" ثم بين النبي بيانا عمليا حين سجد فأطال السجود فلما انتهت الصلاة، قال الناس : لقد سجدت يا رسول الله في هذه الصلاة لسجدة ما كنت تسجدها أبدا، أفشئ أمرت به يا رسول الله ؟ فقال النبي : كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.
الحضارة الإسلامية الأكثر تأثيرا
قال الدكتور نوح العيسوي، وكيل وزارة الأوقاف، إن ديننا هو دين الحضارة والقيم بل هو منبع الحضارات والثقافات ، دين يدعو إلى التراحم والتسامح والتآلف والتعارف والتعاون والتواصل بين جميع البشر على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ومعتقداتهم.
وأضاف نوح العيسوي، في خطبة الجمعة، من المسجد الكبير بمحافظة الغربية، أن الله ذكر في كتابه العزيز قوله "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" منوها أن المتأمل في الحضارة الإسلامية يجد أنها احتلت مكانة رفيعة بين الحضارات الكبرى بين تاريخ الحضارات البشرية، فهي أطولهم عمرا وأكثرهم تأثيرا في غيرها.
وذكر وكيل وزارة الأوقاف، أن من أبرز ما تميزت به الحضارة الإسلامية هو أنها حضارة إنسانية مليئة بالقيم الأخلاقية حضارة تقرر العدل وترفض الظلم تركز على الصدق وترفض الكذب، تؤكد على الأمانة وترفض الخيانة، وتحترم آدمية الإنسان وترفض القتل وسفك الدماء، تؤكد على المساواة بين جميع البشر.
وأشار إلى أن الله كرم الإنسان على إطلاق إنسانيته، فقال سبحانه "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ" منوها أن الله لم يفرق بين إنسان وآخر.
كما وقف النبي في خطبة الوداع مخاطبا الناس "أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود، إلا بالتقوى.
وأكد أن احترام آدمية الإنسان وتقدير قيمته أيا كانت، هو مظهر إنساني من مظاهر الحضارة الإسلامية.