الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وصف شروق الشمس.. معجزات لا تعرفها أخبر عنها القرآن

 وصف شروق الشمس..
وصف شروق الشمس.. معجزات لا تعرفها أخبر عنها القرآن

وصف شروق الشمس.. يظل وصف شروق الشمس في القرآن من الأمور المعجزة التي يصعب لمؤلفات علمية أو دراسات كونية أن تسطره بمثل هذا الإعجاز الوارد في القرآن الكريم، فقد اشتمل القرآن على سور وآيات تحدثت عن الشمس كأعظم الدلائل على قدرة الله تبارك وتعالى وكيف أنها كنجم عملاق كان فتنة لأمم كثيرة فقال تعالى:" وَمِنْ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيْلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِى خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ".  

وصف شروق الشمس

ذكرت الشمس في القرآن الكريم 33 مرة في مواضع مختلفة بينت إعجاز الله سبحانه وتعالى في خلقها فقال في سورة الشمس:"والشمس وضحاها"، والضحى أي شروقها، كما أن هناك سورة الضحى، يقول تعالى:" والضحى والليل إذا سجى"، فذكر الإمام القرطبي قَول مُجَاهِد: "وَضُحَاهَا"، أَيْ: ضَوْئُهَا وَإِشْرَاقهَا، وَهُوَ قَسَم ثَانٍ، وَأَضَافَ الضُّحَى إِلَى الشَّمْس؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَكُون بِارْتِفَاعِ الشَّمْس.

وصف شروق الشمس

وقد ذكر العلامة ابن كثير أن قوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ"، يقول تعالى منبهاً خلقه على قدرته العظيمة، وأنه الذي لا نظير له وأنه على ما يشاء قادر، (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر) أي: أنه خلق الليل بظلامه، والنهار بضيائه، وهما متعاقبان لا يقران، والشمس ونورها وإشراقها ، والقمر وضياءه وتقدير منازله في فلكه، واختلاف سيره في سمائه؛ ليعرف باختلاف سيره وسير الشمس مقادير الليل والنهار، والجمع والشهور والأعوام، ويتبين بذلك حلول الحقوق، وأوقات العبادات والمعاملات.

وتابع: ثم لما كان الشمس والقمر أحسن الأجرام المشاهدة في العالم العلوي والسفلي، نبه تعالى على أنهما مخلوقان عبدان من عبيده، تحت قهره وتسخيره، فقال: (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون) أي : ولا تشركوا به فما تنفعكم عبادتكم له مع عبادتكم لغيره، فإنه لا يغفر أن يشرك به".

وصف شروق الشمس

وقد تضمن القرآن الكريم الحديث عن شروق متعدد للشمس دون واحدة كما يعتقد أغلب البشر من العلماء فيقول تعالى:" رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ"، وفي ثانية:" رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ".

ذكر البغوى في تفسير: "رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ" أي: مطالع الشمس قيل: أراد به المشارق والمغارب، كما قال في موضع آخر:"فلا أقسم برب المشارق والمغارب" ( المعارج - 40)، فإن قيل: قد قال في موضع: " برب المشارق والمغارب " ، وقال في موضع : " رب المشرقين ورب المغربين " ( الرحمن - 17 ) وقال في موضع: "رب المشرق والمغرب"( المزمل - 9 )، فكيف وجه التوفيق بين هذه الآيات؟

قيل: أما قوله: "رب المشرق والمغرب"، أراد به الجهة، فالمشرق جهة والمغرب جهة. وقوله:"رب المشرقين ورب المغربين" أراد: مشرق الشتاء ومشرق الصيف، وأراد بالمغربين: مغرب الشتاء ومغرب الصيف. وقوله:"برب المشارق والمغارب" أراد الله - تعالى - أنه خلق للشمس ثلاثمائة وستين كوة في المشرق، وثلاثمائة وستين كوة في المغرب، على عدد أيام السنة، تطلع الشمس كل يوم من كوة منها، وتغرب في كوة منها، لا ترجع إلى الكوة التي تطلع منها إلى ذلك اليوم من العام المقبل ، فهي المشارق والمغارب، وقيل: كل موضع شرقت عليه الشمس فهو مشرق وكل موضع غربت عليه الشمس فهو مغرب، كأنه أراد رب جميع ما أشرقت عليه الشمس وغربت.

وهنا أبرز إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وزير الأوقاف الأسبق، واحدة من إعجاز الله في خلقه الشمس حيث إنها لا تغيب أبداً ويتعدد مشرقها ومغربها في أعين الرأي لها، فيقول تعالى متحدثاً عن ذي القرنين:" حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ"، أي أنها لا تغيب أبدا وغابت في رؤية العين للإنسان لتشرق عند آخرين. 

وقال الشعراوي في تفسير قوله تعالى : حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ"، إن القرآن حينما تحدث عن ذي القرنين قال "حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ الشمس"، وفي هذه الآية دلالة واضحة على أن ذكر الله سبحانه وتعالى دائم في كل زمان وكل مكان، فما يحين من مغرب هنا يقابله ظهر هنا، مشيراً إلى أن الشمس دائمة مشرقة، لذا تتعدد المشارق والمغارب، ما يعني دوران ذكر الله في كل الأوقات والأزمان ولا ينتهي فالظهر لله والمغرب لله، ولفظ الأذان لا ينتهي أبداً، لذا كان بعض العقلاء يقولون :"يا زمن وفيك كل الزمن".

دعاء شروق الشمس مجاب

- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلعت الشمس يقول: " الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي جَلَّلَنا اليَوْمَ عافِيَتَهُ، وَجاءَ بالشَمْسِ مِنْ مَطْلَعِها، اللَّهُمَّ أصْبَحْتُ أشْهَدُ لَكَ بِما شَهِدْتَ بِهِ لِنَفْسِكَ، وَشَهِدَتْ بِهِ مَلائِكَتُكَ وحَمَلَةُ عَرْشِكَ وَجَمِيعُ خَلْقِكَ أنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ، لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ القائِمُ بالقِسْطِ، لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ، اكْتُبْ شَهادَتي بَعْدَ شَهادَةِ مَلائِكَتِكَ وأُولِي العِلْمِ، اللَّهُمَّ أنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ وَإِلَيْكَ السَّلامُ، أسألُكَ يا ذَا الجَلالِ والإِكْرَامِ أنْ تَسْتَجِيبَ لَنا دَعْوَتَنَا، وأنْ تُعْطِيَنَا رَغْبَتَنا، وأنْ تُغْنِينَا عَمَّنْ أغْنَيْتَهُ عَنَّا مِنْ خَلْقِكَ، اللَّهُمَّ أصْلحْ لي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أمْرِي، وأصْلِحْ لي دنياي التي فِيها مَعِيشَتِي، وأصْلِحْ لي آخِرَتِي الَّتِي إلَيْها مُنْقَلَبِي ".

- عَنْ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: « اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».

- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال عند طلوع الشمس:"الحمدُ للهِ الذي وهبَ لنا هذا اليومَ، وأقالنا فيهِ عثراتناۚ".