الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. لميس عبد القادر تكتب: لغز الحضارة المصرية القديمة

د. لميس عبد القادر
د. لميس عبد القادر

على أرض مصر أشرقت شمس الحضارة الإنسانية منذ فجر التاريخ، فمصر جاءت أولًا ثم جاء التاريخ، وتعد العمارة مرآة للحضارات وانعكاسًا لما وصلت إليه من تقدم  ازدهار على مر التاريخ، وتعد الآثار المصرية الباقية انعكاس لما كانت عليه ووصلت إليه أمتنا العظيمة.

ونحن نشهد الاحتفالية المهيبة لافتتاح طريق الكباش بالأقصر والذي يعد أكبر متحف مفتوح على مستوى العالم تجعلنا نشعر بالفخر و نستعيد هويتنا المصرية الأصيلة و ما ننتمي إليه من تاريخ عريق، أصيل وقديم قدم التاريخ نفسه.

ولقد قدمت مصر إلى العالم أعظم حضارة عرفها التاريخ، فالرومان والإغريق وما بعدهم ما هم إلا تلامذة للمصريين، وعندما تحدث أفلاطون عن المدينة الفاضلة كان يحكي عن الإسكندرية التي عاش وتعلم بها، وأرسطو وفيثاغورث وغيرهم كلهم كانوا تلامذة عند المصريين في الإسكندرية عاصمة مصر في العصور القديمة، وكما كانت مصر في العصور القديمة سلة غذاء العالم فقد كانت أيضا منارة العلم و الحضارة في العالم أجمع، حتى أن علماء العالم اليوم لم يتوصلوا لأي مدى كان التقدم العلمي و التكنولوجي الذي كانت عليه أمتنا المصرية في سابق عهدها.

وأذكر على سبيل المثال استخدامهم لتقنية تفريغ الهواء للصق الحجارة فيما بينها بدلا من استخدام المونة ، و ان افترضنا انه ليس من العجيب معرفتهم بتقنية تفريغ الهواء في هذا التوقيت السحيق من الزمان ، انما العجيب فعلا هي كيفية تطبيق ذلك مع أقسي أنواع  الحجارة  ألا و هي الحجارة النارية كالجيرانيت و البازلت و التي لا يمكن صقل أوجهها ( أي استعدال وجهة الحجارة بحيث تصبح كالمرآه)  في يومنا هذا الا باستخدام الليزر ، و مع هذا قاموا ببناء و لصق بعض أجزاء المسلات و أجزاء المعابد من هذه الحجارة بدون استخدام  الليزر ؟ و كيف بقيت إلى يومنا هذا سليمة و مكتملة ؟  

كما حاول العلماء إيجاد تفسير لكيفية رفع حجرة واحدة وزنها يصل إلى ثمانين طن في سقف غرفة الملكة في الهرم الأكبر كاملة و ليست مقطعه ، فالماكينات الحديثة المستخدمة في الإنشاء حديثا لا يمكنها رفع تلك الكتلة الضخمة جدا إلى هذا الارتفاع بدون تقطيع، فكيف تم ذلك في هذه العصور القديمة بدون تكنولوجيا أحدث مما نمتلكها نحن اليوم ؟ هل تمكنوا من التحكم في الجاذبية الأرضية بشكل ما ؟ ، كما يقوم رواد الفضاء حاليا بمحاكاة جاذبية القمر للتدريب على الحياة في الفضاء، بحيث تم نقل و رفع تلك الأحجار لهذه الارتفاعات العالية بمعدات و أدوات بسيطة؟ و كيف حدث ذلك في زمن ما قبل ميلاد المسيح بألفي عام على الأقل ؟ 

أخيرا أقول إن هناك فجوة ما بين إنسان عصرنا و بين قدماء المصريين ، و من المُسَلَّم به أنهم كانوا أكثر تقدما و تطورا مما وصلنا إليه من علوم هندسية و غير هندسية في عصرنا الحالي ، و من المؤكد أن هناك لغز مُعجز و غير معلوم في هذه الحضارة في كل سنتيميتر من كل مبنى و كل نقش على جدران تلك المباني الخالدة.